responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قبس في تفسير القرآن نویسنده : الخوئي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 163

التفسير


{ و إذ قال موسى لقومه يا قوم إنّكم ظلمتكم أنفسكم باتّخادكم العجل } تكرار التنبيه على الظلم لتأكيد عظم الذنب الذي اقترفوه والوزر الذي حملوه، فإنه أي ظلم أعظم من الشرك باللّه العظيم باتخاذ العجل الها { إن الشّرك لظلم عظيم } [1]، لا سيما وإذا كان ذلك بعد ظهور الحق وانكشافه بما رأوه من المعاجز والنعم، بل والاصرار عليه بعد تنبيه الرسول لهم على الخطأ الذي وقعوا فيه والمعصية التي ارتكبوها { و لقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنّما فتنتم به وإنّ ربّكم الرّحمن فاتّبعوني وأطيعوا أمريقالوا لن نّبرح عليه عاكفين حتّى يرجع الينا موسى } [2].
فهو ظلم، وأي ظلم هو؟لكنه ظلم لانفسهم خاصة، إذ لا أحد غيرهم يجني تبعات ما اقترفوه، ولا أحد يخسر الهدى والسعادة إلا هم، فإنهم الذين باعوها بأبخس الاثمان، فتركوا عز الطاعة إلى ذل المعصية، والحرية الى العبودية لحيوان لا يفقه شيئا، بل هو مثل في البلادة والغباوة فيقال: أبلد من ثور، وهل هناك شقاوة بعد هذه؟و إلا فقد تكرر قوله تعالى‌ { إنّ اللّه لغني عن العالمين } [3]، و { قل ما يعبؤابكم ربّي لو لا دعاؤكم } [4].
نعم كان التكرار على التنبيه بالظلم لذلك، وللتمهيد للتفضل عليهم ببيان قبول التوبة منهم وكيفيتها، تخلصا مما حمّلوا أنفسهم ن الأوزارأ
{ فتربوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم } قيل: أمر كل واحد منهم بالانتحار

[1]لقمان، الآية: 13

[2]طه، الآية: 90-91

[3]العنكبوت، الآية: 6

[4]الفرقان، الآية: 77

نام کتاب : قبس في تفسير القرآن نویسنده : الخوئي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست