responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قبس في تفسير القرآن نویسنده : الخوئي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 121

التفسير


{ و إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا } لما كان السجود من الافعال المتمحضة في العبادية وغاية الدلالة على الخضوع والتذلل، إذ ليس وراء تعفير الجبهة والأنف ما يدل على الحقارة والصغر في قبال المسجود له، اختص باستحقاقه للّه تبارك وتعالى باعتبار أنه المولى الواقعي بكل ما للكلمة من معنى، فهو المتفرد بالخلق والرزق والعطاء والانعام، يفعل ما يشاء ويدع ما يشاء وليس غيره مثله.
و من هنا وقع الكلام في معنى سجود الملائكة لادم فمنهم من قال: إنه محمول على معناه اللغوي من الخضوع والتذلل، وهو غير مختص باللّه تبارك وتعالى.
و منهم من قال: إنه كان للّه وكان آدم قبلة لهم في ذلك، واستعمال اللام في الجهة شائع يقال: «صلى للقبلة»، والحال أن الصلاة للّه عز وجلّ، غاية الأمر أنها باتجاه القبلة.
و كلا هذين القولين لا يخلوان من نظر، فإن الأول خلاف الظاهر جدا لا سيما بملاحظة قوله تعالى: { فإذا سوّيته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين } [1]، فإنه ظاهر في إرادة المعنى المتعارف من السجود لا صرف الخضوع والتذلل.
و الثاني-مضافا إلى كونه خلاف الظاهر أيضا-ينافيه كون اباء ابليس ناشئا من زعمه لأشرفيته منه‌ { قال ما منعك الاّ تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه }

[1]الحجر، الآية: 29

نام کتاب : قبس في تفسير القرآن نویسنده : الخوئي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست