responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : غایة المأمول من علم الأصول نویسنده : الجواهري، الشيخ محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 209
و قد اختلفوا في أنّ الهيولى و الصورة تركيبهما اتّحادي أم انضمامي،فذهب المحقّقون إلى الأوّل و استدلّوا عليه بأنّه لو كان انضماميّا فذلك الجزء أيضا له ما به الامتياز و ما به الاشتراك،و هذا يلزم منه التسلسل الباطل.
و كيف كان،فظاهر كلام الفلاسفة في باب الهيولى و الصورة و الجنس و الفصل يقضي بالمغايرة الاعتباريّة بل يصرّح به قولهم:إنّ طور الشي‌ء لا يكون مباينا له،
و كيف كان،فلا محيص عن القول بأخذ مفهوم الشي‌ء في المشتقّ،و بهذا يحصل التغاير الذاتي بين المبدأ و المشتقّ مفهوما،فإنّ مفهوم أحدهما غير مفهوم الآخر و ما ذكر من أنّه من أطواره مختصّ أوّلا بالعرض،و المشتقّ ليس عرضيا دائما حتّى يكون وجودها في أنفسها عين وجودها لغيرها،فإنّ المبادئ في المشتقّ قد يكون أمرا اعتباريّا كالإمكان و الوجوب و الامتناع.و ثانيا أنّ العرض مغاير للذات التي يعرض ذلك العرض عليها فكيف يدّعى اتّحادهما؟
و بالجملة،فالحقّ مع صاحب الفصول في كون مفهوم المشتقّ مركبا كما تقدّم تحليلا.

التنبيه الثالث:في ملاك الحمل‌


لابدّ بين المحمول و الموضوع من اتّحاد من جهة و مغايرة من جهة اخرى لئلاّ يكون الحمل حملا للضدّ على ضدّه و لئلاّ يكون حملا للشي‌ء على نفسه.
فقد يكون الاتّحاد في مقام الذات و التغاير في أمر خارج عن الذات كما في قولنا: الإنسان حيوان ناطق،فإنّ الذات متّحدة فيهما و المغايرة إنّما هي بالإجمال و التفصيل ليس إلاّ،فإنّ الإنسان إجمال للحيوان الناطق و هما تفصيل لإجماله.و منه الإنسان بشر،فإنّ الذات متّحدة و التغاير اعتباري كما قيل،فإنّ الإنسان مشتقّ من الانس كما قيل‌[1]فهو في قبال الوحش،و البشر في قبال ملك فإنّه من المباشرة التي لا تكون للملك،و هذا الحمل يسمّى أوّليا ذاتيّا كما يسمّى بالذاتي فقط.

[1]انظر لسان العرب 1:231-233.

نام کتاب : غایة المأمول من علم الأصول نویسنده : الجواهري، الشيخ محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست