responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : غایة المأمول من علم الأصول نویسنده : الجواهري، الشيخ محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 137
بالصدق و الكذب و إنّما تتّصف بالوجود و العدم؛لأنّ التعهد إنّما كان أنّه إذا أراد إبراز قصد الحكاية يتكلّم بقوله:زيد قائم،فإذا نطق بها و لم يكن قاصدا للحكاية كان غالطا،نظير من نطق بزيد و أراد عمرا فهو غالط.فهو إن لم يكن قاصدا للحكاية عن تحقّق قيام زيد خارجا و مع ذلك تكلّم بقوله:زيد قائم فهو غالط و مستعمل للّفظ في غير ما تعهّد به،و إنّما يتّصف الخبر بالصدق و الكذب بلحاظ المدلول لا بلحاظ الدلالة،ضرورة تحقّقها عند النطق بالجملة على كلّ تقدير،فالجملة الإنشائيّة من ناحية إبرازها اعتبار المعتبر النفساني مثل الجملة الخبرية،غير أنّها تفارق الجملة الخبرية في أنّ في الجملة الخبرية وراء إبراز قصد الحكاية خارج متعلّق للحكاية يتصف بالصدق و الكذب من جهته،و هذا بخلاف الجملة الإنشائيّة فإنّه ليس وراء إبراز الاعتبار أمر آخر كي يتّصف الإنشاء بالصدق و الكذب من جهته، فهما من ناحية دلالتهما على إبراز قصد الحكاية و الاعتبار النفساني متساويان لا يتّصفان بالصدق و لا بالكذب،و الخبر باعتبار أنّ وراء قصد الحكاية أمر آخر خارجي و هو متعلّق الحكاية يتّصف بالصدق و الكذب،لكن الإنشاء باعتبار أنّه ليس وراء الاعتبار أمر آخر لا يتّصف بهما.و ممّا يدلّ على اختلاف الخبر و الإنشاء معنى و ليس الاختلاف بالدواعي عدم صحّة استعمال الجملة الاسمية في الطلب الإنشائي،و لو كان الاختلاف في الداعي فقط للزم أن يصحّ ذلك.
و أمّا حديث أنّ الإنشاء موجد[1]فهو صرف لقلقة لسان؛لأنّ الإيجاد الحقيقي لمعناه غير متحقّق قطعا؛إذ ليس من الجواهر و الأعراض،و الوجود الاعتباري عند المعتبر قائم بنفسه،نطق باللفظ أم لا،و اللفظ مبرز لذلك الاعتبار،و الوجود الاعتباري عند العقلاء أو عند اللّه و إن تحقّق بتلفّظ المتكلّم بهذا اللفظ لكنّه إذا كان قاصدا لمعناه و الكلام بعد في المعنى الذي يقصد،فافهم.

[1]أجود التقريرات 1:31.

نام کتاب : غایة المأمول من علم الأصول نویسنده : الجواهري، الشيخ محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست