عشر و الرابع عشر من الباب 3 من أبواب احکام المساکن. و
فیه أولا ان اکثر هذه النصوص ضعیف سندا و ثانیا علی فرض الإغماض عن
اسنادها و تمامیة الإطلاق فی مفادها لا بدّ من رفع الید عن اطلاقها و
تقییدها بخصوص ذوات الأرواح لاحظ ما رواه محمد بن مسلم [1] فان المستفاد من
الحدیث اختصاص الحرمة بصورة ذی الروح و لاحظ ما رواه زرارة عن أبی جعفر
علیه السلام قال: لا بأس بتماثیل الشجر [2] فانه قد صرح فی هذه الروایة
بجواز تمثال الشجر و علی الجملة لا مقتضی لعموم الحکم أولا و قیام الدلیل
علی الاختصاص ثانیا فلا یحرم تصویر صور غیر ذوات الأرواح.
الفرع الرابع: هل یحرم تصویر الملک او الجن أم لا؟
یمکن أن یستدل علی الجواز بأن دلیل المنع مشتمل علی عنوان الحیوان و هذا
العنوان لا یشمل الملک و الجن فانهما لا یکونان من الحیوانات و بعبارة
اخری: الجن مغایر للحیوان و کذلک الملک و ان شک فی کونهما من أنواع الحیوان
یکفی الشک فی صدق عنوان الحیوان علیهما فانه مع الشک فی الموضوع لا مجال
للأخذ بالإطلاق أو العموم و الذی یختلج بالبال أن یقال: ان الحیوان عبارة
عن جسم حساس نام متحرک بالإرادة فان کان الجن و الملک جسما یکونان داخلین
تحت هذا المفهوم بلا کلام و ان لم یکونا جسما بأن یقال الملک من عالم
المجردات فعلی تقدیر صحة هذه الدعوی لا یمکن تصویره فانه کیف یمکن تصویر
المجرد و بعبارة واضحة المجرد لا صورة له و یمکن اثبات الحرمة بتقریب آخر و
هو ان تصویر الملک أو الجن لا محالة یکون کصورة الحیوان فیشمله دلیل
الحرمة و ببیان واضح: یصدق علی تصویریهما انه صورة الحیوان فیشمله دلیل
المنع. ان قلت الذی یصور
(1) لاحظ ص: 167 (2) الوسائل الباب 94 من أبواب ما یکتسب به الحدیث 2