نسل فیه صفاتها التی مکّنت لها فی الحیاة. و باستمرار فعل هذه العوامل الخمسة أمکن للأحیاء أن تعمر رقعة الأرض جمیعا.
خلاصة المدارج التی سار فیها تطوّر الأحیاء
طوال عهود من الزمان- موغلة فی القدم- تنشّأت صنوف مختلفة من الأحیاء، و
مضت متطوّرة ضاربة فی سبیل الارتقاء، کما فنت غیرها و بادت لعجزها عن
مسایرة مقتضیات التطوّر، کلّیا أو جزئیّا، و ما فنی و باد من الأحیاء إلّا و
قد احتلّ مکانه غیره من الکائنات، لأنّها أصلح للبقاء بقدرتها علی تحصیل
مؤهّلات الحیاة أو مقاومة أفاعیل الطبیعة، کالحرّ و البرد و الرطوبة و
الجفاف و غیر ذلک. و هذه الصور المتفوّقة خلال بعض الأزمان عادت فأخلت
السبیل لغیرها من الصور الحیّة، لما أن نضب فیها معین القدرة علی التکیّف
التی من شأنها أن توائم بین حاجات حیاتها و بیئتها التی تعیش فیها.
أول ظهور الحیاة علی وجه الأرض
تلک کانت قصّة التطوّر التی رسمها علماء الطبیعة و أخیرا العلّامة «تشارلز داروین». و
أمّا ظهور الحیاة فقد ظهرت أول ما ظهرت فی تلک الصورة الهلامیّة التی
یسمّیها علماء الطبیعة «الجبلة» أو «البروتوبلازم» و هی الذخیرة أو الأصل
الذی تعود إلیه کلّ صور الأحیاء من نبات و حیوان. فأبسط صور الحیاة حیّ،
هو عبارة عن شذرة صغیرة من «البروتوبلازم» أو «الجبلة» تتضمّن جسما
مستدیرا هو «النواة». و کلاهما من الصغر بحیث لا تراه العین إلّا مستعینة
بالمجهر «المکرسکوب». و هذه الشذرة المکوّنة من جبلة و نواة،