القیامة. و قال سیّدنا الطباطبائی: حمل الآیة علی إرادة حرکة الأرض الانتقالیة معنی جیّد لو لا منافاته للسیاق [1]. و قد قدّمنا أنّ سیاق الآیة ذاتها- بقرینة الإشارة الی إحکام الصنع- ترجّح إرادة التفسیر الأول المتقدّم.
دحو الأرض
وَ الْأَرْضَ بَعْدَ ذلِکَ دَحاها [2]. الدحو: الدحرجة. یقال: دحا
الشیء بمعنی دحرجه، کما یدحرج الصبیان المداحی، و هی أحجار صغار أمثال
القرصة، یحفرون حفیرة فیدحون بها إلیها. و تسمّی المسادی و المراصیع. و الدحو: رمی الملاعب بالجوز و شبهه [3]. فمعنی دحو الارض: دحرجتها و زحلقتها علی بسیط الفضاء لتأخذ شکلها الکریّ فی التدویر [4]. فدحو الأرض إذا لیس مجرّد بسطها، کما زعمه اناس، و إنّما هو بسط مع
(1) المیزان: ج 15 ص 442. (2) النازعات: 30. (3) الفائق للزمخشری: ج 1 ص 418. و
قال الفیروزآبادی: مرصاع- کمحراب- دوّامة الصبیان، و کل شخبة یدحی بها، و
الدوّامة لعبة من خشب یلفّ الصبی علیها خیطا ثم ینقضه بسرعة فتدوم أی تدور
علی الأرض. (انظر الشکل فی المنجد). و عندنا فی العراق کانت تسمّی
(المرصع) کملجم. و هی تشبه البیضة و فی قطبها السافل حدیدة محدّدة، بها
تدور علی الأرض. و لعلّ تسمیة البیضة دحیة فی الدیار المصریة کانت من جهة
هذا التشابه. قال مصطفی محمود فی کتابه (محاولة لفهم عصریّ للقرآن: ص 255):
الدحیة: البیضة. (4) قال الاستاذ محمّد مصطفی الشاطر: ترجمة الدحو
بمعنی البسط ضیاع للمعنی الذی یؤخذ من الدحو و هو التکویر غیر التامّ-
کتکویر البیضة- مع الدوران، و لا یزال أهل الصعید- و أکثرهم من أصل عربی-
یعبّرون عن البیض بالدحو أو الدحی أو الدح. (القول السدید: ص 21- 22).