قال:
استغفر ربّک، فإنّ قول اللّه جلّ و عزّ: «کانتا رتقا» یقول: کانت السماء
رتقا لا تنزل المطر، و کانت الأرض رتقا لا تنبت الحبّ، فلمّا خلق اللّه
تبارک و تعالی الخلق ... فتق السماء بالمطر و الأرض بنبات الحبّ ... [1]. و
أیضا عن أبی الربیع- و هو أیضا مجهول- قال: حججنا مع أبی جعفر علیه
السّلام فی العامّ الذی حجّ فیها هشام بن عبد الملک، و کان معه نافع مولی
عمر ابن الخطّاب ... فجاء نافع الی الإمام و سأله عن هذه الآیة، فقال: .. و
کانت السماوات رتقا لا تمطر شیئا، و کانت الأرض رتقا لا تنبت شیئا، فلمّا
أن تاب اللّه علی آدم أمر السماء فتفطّرت بالغمام ثمّ أمرها فأرخت عزالیها
(هی فم المزادة)، ثمّ أمر الأرض فأنبتت الأشجار و أثمرت الثمار و تفتّقت
بالأنهار، فکان ذلک رتقها و هذا فتقها [2]. و أمّا الروایة عن أبی عبد
اللّه علیه السّلام فهی نفس الروایة الثانیة، رواها القمّی و الاسناد إلیه
مقطوع- و أبدل من نافع بالأبرش الکلبی، فجاء الی أبی عبد اللّه علیه
السّلام و سأله عن الآیة فقال: هو کما وصف نفسه- الی أن قال:- و کانتا
مرتوقتین لیس لهما أبواب، ففتق السماء بالمطر، و الأرض بالنبات [3]. قال المجلسیّ العظیم: و هذا خلاف ما اثر عن مولانا أمیر المؤمنین علیه السّلام: أنّ المراد بالفتق جعل الفرج بین کل من السماوات و الأرض [4] و سنتعرّض له إن شاء اللّه. الثانی-
و هو المعروف قدیما و حدیثا-: أنّ السماوات و الأرض کانتا رتقا أی ذاتی
رتق و هو الضمّ و الالتحام، أی کانتا شیئا واحدا و حقیقة متّحدة، ففتقنا
هما بالتنویع و التمییز. (1) الکافی: ج 8 ص 95 رقم 67. (2) الکافی: ج 8 ص 120 رقم 93 و فی نسخ الروضة «و تفهّقت» بدل «و تفتّقت» و لعلّ ما أثبتناه هو الصحیح. (3) تفسیر القمّی: ج 2 ص 70. (4) مرآة العقول: ج 25 ص 232 ط حدیثة و ج 4 ص 294 ط قدیمة.