وَ السَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ* وَ الْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ [1]. الفضاء
المحیط بالأرض له خاصیّة ارتجاعیة، بسبب حالتها الانحنائیة الحاصلة لها
بفعل الجاذبة الأرضیة. و هذا الوضع الدائری للسماء هو الذی أکسبها هذه
الخاصّیة الارتجاعیة، فترجع کلّ ما یصعد إلیها بشدّة و دفق. و قد فهم المفسّرون الأوائل: أنّها ترجع البخار الصاعد إلیها مطرا. و
الآن فقد علمنا أنّ الأمواج اللاسلکیة و التلفزیونیة ترتدّ هی الاخری من
السماء اذا ارسلت إلیها، بسبب انعکاسها علی الطبقات العلیا الآیونیة، و
لهذا نستطیع أن نلتقط ما تذیعه المذاییع البعیدة بعد انعکاسها و نستمع
إلیها و نشاهدها، و لو لا ذلک لضاعت و تشتّت و لم نعثر علیها. فالسماء أشبه
بمرآة عاکسة ترجع ما یبثّ إلیها، فهی السماء ذات الرجع. و هی أیضا تعکس الأشعّة الحراریة تحت الحمراء فترجعها الی الأرض لتدفئها. و
الأرض تنصدع لیخرج منها النبات و نافورات الغاز الطبیعی و البترول و
ینابیع المیاه الکبریتیة و نفث البراکین، و تنصدع مع کلّ هزّة زلزالیة.