المرأة،
فیلتقیان فی البوق، ثمّ یخترق رأسه البویضة و ینفصل ذیله خارجا و یختفی،
ثمّ تدخل البویضة الملقّحة إلی الرحم مدفوعة بانقباض البوق و مساعدة أهداب
البشرة المغطیّة للطبقة المخاطیة. و عند دخول البویضة الملقّحة إلی الرحم
تأخذ طریقها فی الغشاء المخاطی، ثمّ تعلّق فیه و تنغرس فی داخله، ثمّ یسدّ
مکان دخولها، فإذا نظرنا إلی هذه البویضة الملقّحة فی مکانها رأینا جسما
متعلّقا فی داخل الغشاء المخاطی للرحم. و هذا دور العلقة، ففی اللغة: أعلق
ظفره بالشیء: أنشبه، فکذلک البویضة الملقّحة قد تعلّقت فی داخل الغشاء
المخاطی للرحم و استمسکت فیه.
تفسیر آخر لدور العلقة:
قال اللّه تعالی: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّکَ الَّذِی خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ [1]. إثباتا
لوجود الحیاة فیها، و لا سیّما أنّ الحیوان المنوی بعد أن یتّحد بالبویضة
یتطاول باستطالة حتّی یصبح شکله کالعلقة تماما، و هو فی ذلک الوقت لا یمکن
أن یری بالعین المجرّدة و لا یمیّز إلّا بالمجهر، فمن یستطیع أن ینبئ عن
ذلک إلّا ربّ العالمین؟!. و من یستطیع أن یصون هذه العلقة- و هی لا تری
إلّا بالمجهر حدیثا- غیر الخلّاق العظیم؟!. و هکذا یثبت المولی عزّ و
جلّ کیف تنقل خواصّ الأب و الأمّ إلی الجنین، و کیف أنّ خواصّ الوراثة
تنتقل عبر الحیوان المنوی للذکر و بویضة الانثی، و لما ذا حرّم الزنا فی
الإسلام حفاظا علی النسل و منعا من انتقال الأمراض. و السائل المنوی
للذکر عبارة عن سائل رخوی أصفر له رائحة خاصّة تنشأ من اختلاطه بإفرازات
تأتی من الحویصلات المنویة و غدد کوبر و من غدّة البروستاتا و غدد مجری
البول، و لا سیّما باختلاطه بإفراز غدّة البروستاتا.