اناس!
هذا، و قد حاول الراغب الأصفهانی الجمع بین الأقوال، فزعم أنّ القرء اسم
للدخول فی الحیض. قال: و القرء فی الحقیقة اسم للدخول فی الحیض عن طهر، و
لمّا کان اسما جامعا للأمرین- الطهر و الحیض- المتعقّب له اطلق علی کل واحد
منهما ... و لیس القرء اسما للطهر مجرّدا و لا للحیض مجرّدا، بدلالة أنّ
الطاهر التی لم تر أثر الدم لا یقال لها ذات قرء، و کذا الحائض التی استمرّ
بها الدم ... و قول أهل اللغة: إنّ القرء من قرأ أی جمع، فإنهم اعتبروا
الجمع بین زمن الطهر و زمن الحیض حسبما ذکرت لاجتماع الدم فی الرحم [1]. و
لم یأت بشاهد من اللغة علی اختیاره الغریب، فهو اجتهاد مجرّد، کما هی
عادته فی غیر موضع. و الصحیح الذی تدعمه شواهد اللغة هو ما ذکرنا.
لا ترادف مع ملاحظة الفوارق:
قد عرفت الخمسین اسما للماء کانت تطلق علیه باعتبار تناوب حالاته، و
التی کانت فی الحقیقة أوصافا له باعتبار تلک الحالات عارضة عروض الصفة
للموصوف. و هکذا سائر المترادفات، فإنّ غالبیتها أوصاف و نعوت و لیست فی
الحقیقة أسماء. فإنّ الأسد- و هو الاسم الحقیقی له- إنما یقال له:
الضیغم، باعتبار أنه یملأ فمه عند العضّ علی فریسته. مأخوذ من ضغم إذا عضّ
من غیر نهش و ملأ فمه ممّا أهوی إلیه. قال ابن منظور: الضغم العضّ الشدید، و
منه سمّی الأسد ضیغما. و الضرغام هو البطل الفحل المقدام فی معرکة القتال، و فی حدیث قسّ: