و سحر العقول و افتنان النفوس. قال: هذه بعض مزایا القرآن ممّا هو من وجوه التفوّق و الإعجاز .. أمّا
أنا فقد وقع اختیاری- بعد طول اختیاری- علی الوجه الأخیر فیما عدّدناه، مع
البلاغة الجامعة، فهما وجه الإعجاز المقصود من آیات التحدّی أجل إنّ
جذابته الروحیّة، الناشئة عن کونه کلام خالقنا الربّ الحکیم محسوسة للشرقیّ
و الغربیّ، و العجمیّ و العربیّ، لا ینازعنا فیه أحد. أمّا سائر وجوه
الحسن و الامتیاز، فهی من آثار کونه کلام اللّه، و مؤثّرات معدّة فی تکوین
إعجازه، و جذباته الروحیة ... و حتی أنّ جمهور العلماء، الذین عبّروا عن
إعجاز القرآن ببلاغته، لعلهم ارادوا ما أردنا: من جاذبیّته الروحیّة فوق
جمال أسلوبه و حسن نظمه و غریب سبکه و عجیب نضده ... [1]. قال الأستاذ
الفکیکی: و ممّن لاحظ هذه المزیّة العجیبة (الجذبة الروحیّة) أیضا علّامة
الزمان الشیخ محمد الحسین کاشف الغطاء فی کتابه «الدین و الاسلام» و
العلّامة الاستاذ السید رشید رضا صاحب المنار فی کتابه «الوحی المحمدی» و
نابغة الأدب و البیان مصطفی صادق الرافعی فی کتابه «إعجاز القرآن» [2]. سنعرض نماذج من کلماتهم الرشیقة بهذا الشأن تباعا إن شاء اللّه.
ثانیا: الإعجاز فی دراسات اللاحقین من علماء و کتّاب معاصرین:
قد یقال: کم ترک الأوّل للآخر! و اخری یقال: ما ترک الأوّل للآخر ..
(1)
نقلا عن رسالته (المعجزة الخالدة): ص 8- 34 مع تصرّف و اختصار (2) مجلّة رسالة الاسلام الصادرة عن دار التقریب بالقاهرة لسنتها الثالثة، رمضان 1370 ه. یولیو 1951 م: العدد الثالث ص 299.