قال
قتادة و السدی: منسوخة بقوله «فَاقْتُلُوا الْمُشْرِکِینَ حَیْثُ
وَجَدْتُمُوهُمْ- التوبة: 5». و بقوله «فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِی
الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ- الانفال: 57». قلت: آیة الانفال و آیة التوبة تعنیان حالة قیام الحرب. و
آیة القتال (محمد صلّی اللّه علیه و آله) تعنی بعد ان وضعت الحرب اوزارها.
فحینذاک یکون الامام مخیرا بین المن و الفداء. و ان کان یجوز له
الاسترقاق. و کذا یجوز له قتل الاسیر أحیانا ان رأی فی ذلک مصلحة، کما قتل
النبی صلّی اللّه علیه و آله عقبة بن ابی معیط، و من علی ابی غرة، و فادی
اساری بدر [1]. 192- 2- «وَ لا یَسْئَلْکُمْ أَمْوالَکُمْ: 36». قال ابن حزم: نسختها الآیة بعدها «إِنْ یَسْئَلْکُمُوها فَیُحْفِکُمْ تَبْخَلُوا وَ یُخْرِجْ أَضْغانَکُمْ: 37». لکن هذه توضیح للسبب و لم یعهد ان یکون مثل ذلک نسخا! نعم کانت الآیة الاولی مخصصة بغیر الزکاة و الصدقات الواجبة. و المعنی: ان الدین لا یلزم بالخروج عن المال کله. فهو نفی للمجموع لا نفی للجمیع، و من ثم لا تنافی بینها و بین آیة الزکاة الواجبة.
من سورة ق- آیتان
193- 1- «فَاصْبِرْ عَلی ما یَقُولُونَ: 39». 194- 2- «وَ ما أَنْتَ عَلَیْهِمْ بِجَبَّارٍ: 45». قال: نسختهما آیة السیف. قلت: اما الصبر علی سفه الجاهلین فمن شیمة الانبیاء. و الآیة
(1) راجع: المجمع ج 9 ص 97. و روح المعانی- الآلوسی- ج 26 ص 36.