responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي    جلد : 3  صفحه : 86

الذنب ینبغی أن یتوب عنه دفعة، و یتبعه بحسنة لتمحوها، فیکون ممن خلط عملا صالحا و آخر سیئا. و الحسنات المکفرة للذنوب إما متعلقة بالقلب:
و هی الندم، و التضرع إلی اللّه، و التذلل له، و اضمار الخیر للمسلمین، و العزم علی الطاعات، أو باللسان: و هی الاعتراف بالظلم و الاساءة، و کثرة الاستغفار، أو بالجوارح: و هی أنواع الطاعات و الصدقات. و ینبغی ملاحظة المناسبة بین السیئة التی صدرت عنه و الحسنة التی یتبعها لتمحوها. و فی الخبر:
ان الذنب إذا اتبع بثمانیة اعمال کان العفو عنه مرجوا: أربعة من اعمال القلوب، و هی: التوبة أو العزم علی التوبة، و حب الإقلاع عن الذنب، و تخوف العقاب علیه، و رجاء المغفرة، و أربعة من اعمال الجوارح و هی: أن تصلی عقب الذنب رکعتین، ثم تستغفر اللّه- تعالی- بعدهما سبعین مرة و تقول سبحان اللّه العظیم و بحمده مائة مرة، ثم تتصدق بصدقة، ثم تصوم یوما. و فی بعض الأخبار: تسبغ الوضوء و تدخل المسجد و تصلی رکعتین، و فی بعضها: تصلی أربع رکعات. و لا تظنن أن الاستغفار باللسان بدون حل عقدة الإصرار لا فائدة فیه أصلا، بل هو توبة الکذابین، لما ورد من: أن المستغفر من الذنب و هو مصر علیه کالمستهزئ بآیات اللّه، لأن الاستغفار الذی هو توبة الکذابین و لا فائدة فیه أصلا هو الاستغفار بمجرد اللسان و بحکم العادة و علی سبیل الغفلة، أی ما یکون مجرد حرکة اللسان من دون مدخلیة للقلب، کما إذا سمع شیئا مخوفا، فیقول علی الغفلة.
استغفر اللّه، أو نعوذ باللّه، من غیر شرکة للقلب فیه و تأثره منه، و أما إذا انضاف إلیه تضرع القلب و ابتهاله فی سؤال المغفرة عن صدق إرادة و خلوص رغبة و میل قلبی إلی انقلاعه عن هذا الذنب فهی حسنة فی نفسها، و ان علم أن نفسه الامارة ستعود إلی هذا الذنب فتصلح هذه الحسنة لأن یدفع بها السیئة،
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي    جلد : 3  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست