responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي    جلد : 3  صفحه : 56

آمَنوا تُوبُوا إلی اللّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسی رَبَّکُم أنْ یَکَفِّرَ عَنْکُم سَیِّئاتِکُمْ [1].
و معنی النصوح: الخالص للّه خالیا عن شوائب الأغراض، من مال أو جاه او خوف من سلطان أو عدم أسباب، و الامر للوجوب، فتکون التوبة واجبة بمقتضی الآیتین.
و أما العقل- فهو أن من علم معنی الوجوب و معنی التوبة فلا یشک فی ثبوته لها. (بیان ذلک): أن معنی الواجب و حقیقته هو ما یتوقف علیه الوصول إلی سعادة الابد و النجاة من هلاک السرمد، و لو لا تعلق السعادة و الشقاوة بفعل الشی‌ء و ترکه لم یکن معنی لوجوبه، فالواجب ما هو وسیلة و ذریعة إلی سعادة الأبد. و لا ریب فی أنه لا سعادة فی دار البقاء إلا فی لقاء اللّه و الانس به، فکل من کان محجوبا عن اللقاء و الوصال محروما عن مشاهدة الجلال و الجمال، فهو شقی لا محالة، محترق بنار الفراق و نار جهنم، ثم لا مبعد عن لقاء اللّه إلا اتباع الشهوات النفسیة و الغضب و الانس بهذا العالم الفانی، و الاکباب علی حب ما لا بد من مفارقته قطعا، و یعبر عن ذلک بالذنوب.
و لا مقرب من لقاء اللّه الا قطع علاقة القلب من زخرف هذا العالم، و الإقبال بالکلیة علی اللّه، طلبا للانس به بدوام الذکر، و المحبة له بدوام الفکر فی عظمته و جلاله و جماله علی قدر طاقته، و لا ریب فی أن الانصراف عن طریق البعد الذی هو الشقاوة واجب للوصول إلی القرب الذی هو السعادة، و لا یتم ذلک إلا بالتوبة التی عبارة عن العلم و الندم و العزم، و لا یتم الواجب الا به، فهو واجب، فالتوبة واجبة قطعا.
(1) التحریم، الآیة: 8.
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي    جلد : 3  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست