جامع السعادات - النراقي، المولى محمد مهدي

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي جلد : 3 صفحه : 54

صاحبه متقیا لا تائبا، و لذا یصح القول بأن النبی- صلّی اللّه علیه و آله- کان متقیا عن الکفر، و لا یصح القول بأنه کان تائبا عنه، ثم المراد بالمثل السابق أعم من أن یکون مثلا فی الصورة او المنزلة، فالشیخ الهم الذی سبق منه الزنا و قطع الطریق، و لم یقدر الساعة علی فعلهما، اذا أراد التوبة عنهما ینبغی أن یتوب عما یماثلهما منزلة و درجة، کالقذف و السرقة و امثالهما، إذ لا معنی للتوبة عما یماثلهما صورة- اعنی نفس الزنا و قطع الطریق- مع عدم قدرته علیهما، و لو لم یکن التوبة عما یماثل الشی‌ء فی المنزلة و الدرجة توبة عن هذا الشی‌ء، لزم أن یکون باب التوبة مسدودا بالنسبة إلی مثل الشیخ الهم و کل من صدر منه معصیة و الآن لا یقدر علیها، و هو باطل، لانفتاح باب التوبة الی الموت، و لما ذکر، قال بعض المشایخ فی حد التوبة: «إنها ترک اختیار ذنب سبق مثله منزلة لا صورة، تعظیما للّه و حذرا من سخطه». فقوله:
«سبق مثله» احتراز عن ترک ذنب لم یسبق مثله، فانه لا یسمی توبة بل تقوی، و قوله: «منزلة لا صورة» لادخال التوبة عما سبق و لا یقدر الآن علی فعله، و علی هذا فتوبة العنین عن النظر و اللمس و أمثال ذلک یکون توبة عن الزنا الذی قارفه قبل طریان العنة، و الظاهر أن بناء ذلک علی دلالة توبته عما یقدر علیه الآن، علی أنه لو کان قادرا علی الزنا لترکه أیضا، لاشعاره بأن توبته صدرت عن معرفة و یقین بضرر الزنا الذی قارفه قبل طریان العنة، فلو کان قادرا علیه لترکه أیضا.
قال أبو حامد الغزالی: «إن قلت: هل تصح توبة العنین من الزنا الذی قارفه قبل طریان العنة؟ قلت: لا! لأن التوبة عبارة عن ندم یبعث العزم علی الترک فیما یقدر علی فعله و ما لا یقدر علی فعله، فقد انعدم بنفسه لا بترکه إیاه»، ثم قال: «و لکنی أقول: لو طرأ علیه بعد العنة کشف

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي جلد : 3 صفحه : 54

فرمت PDF

شناسنامه

فهرست