ضد الإصرار (التوبة)، و هی الرجوع من الذنب القولی و الفعلی و الفکری، و بعبارة أخری: هی تنزیه القلب عن الذنب و الرجوع من البعد الی القرب، و بعبارة أخری: ترک المعاصی فی الحال و العزم علی ترکها فی الاستقبال و تدارک ما سبق من التقصیر. و کما ان الإصرار علی العصیان من رذائل قوتی الغضب و الشهوة، فالرجوع عنه و ترکه من فضائلهما، بمعنی أن العزم علی ترک کل معصیة یکون من عمل کلیهما او أحداهما، و من فعل النفس باعانتهما و انقیادهما للعاقلة، و ان کان الباعث علی الرجوع و تهیج النفس و القوتین علی مباشرة الرجوع و الترک هو معرفة عظم ضرر الذنوب، و کونها حجابا بین العبد و بین المحبوب، و یمکن ان یقال: إن التوبة هو الرجوع عن الذنب، و هو من ثمرات الخوف و الحب. فان مقتضی الحب أن یمتثل مراد المحبوب و لا یعصی فی شی‌ء مما یریده و یطلب من المحب، فتکون من فضائل القوتین أیضا. و یمکن أن یقال: إن التوبة عبارة عن مجموع العلم بضرر الذنوب، و کونها حجابا بینه و بین اللّه، و الندم الحاصل منه، و القصد المتعلق