و
ضدها (الحیاء)، و هو انحصار النفس و انفعالها من ارتکاب المحرمات الشرعیة و
العقلیة و العادیة حذرا من الذم و اللوم، و هو أعم من التقوی، إذ التقوی
اجتناب المعاصی الشرعیة، و الحیاء یعم ذلک و اجتناب ما یقبحه العقل و العرف
أیضا، فهو من شرائف الصفات النفسیة، و لذا ورد فی فضله ما ورد، قال
الصادق- علیه السّلام-: «الحیاء من الایمان، و الایمان فی الجنة». و قال-
علیه السّلام-: «الحیاء و العفاف و العی- أعنی عیّ اللسان لا عی القلب- من
الایمان». و قال- علیه السّلام-: «الحیاء و الایمان مقرونان فی قرن، فإذا
ذهب أحدهما تبعه صاحبه». و قال- علیه السّلام-: «لا ایمان لمن لا حیاء
له». ثم حقیقة الحیاء- کما عرفت- هو الانفعال عن ارتکاب ما یذم شرعا أو
عقلا أو عرفا، فالانفعال عن غیر ذلک حمق، فان الانفعال عن تحقیق احکام
الدین أو الخمود عما ینبغی شرعا و عقلا لا یعد حیاء بل حمقا. و لذا قال
رسول اللّه- صلّی اللّه علیه و آله-: «الحیاء حیاء ان: حیاء عقل و حیاء حمق، فحیاء العقل هو العلم و حیاء الحمق هو الجهل» [1].
و منها: الإصرار علی المعصیة
اشارة
رجوع رذیلة الإصرار إلی أی القوی و ذمها- ضد الإصرار التوبة و تعریفها-
هل یشترط فی التوبة القدرة علی الذنب السابق؟- وجوب التوبة- تحقیق فی
وجوبها- عموم وجوبها- لا بد من العمل بعدها- فضیلتها- قبولها- طریقة التوبة
من المعاصی- تکفیر الصغائر و معنی الکبائر- الصغائر قد تکون کبائر- شروط
کمال التوبة- هل یصح التبعیض فیها؟- أقسام
(1) صححنا الأحادیث هنا علی أصول الکافی (باب الحیاء).