جامع السعادات - النراقي، المولى محمد مهدي

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي جلد : 3 صفحه : 371

خالق الشمس و القمر، و فی تلاوة کلامه غایة الخطر، إذ کما لا ینبغی أن تمس جلده و ورقه و حروفه البشرة المستقذرة بخبث أو حدث، فکذلک لا ینبغی أن تقرأه الالسنة المستخبثة بقبائح الکلمات، و الا تحوم حول معناه القلوب المکدرة برذائل الأخلاق و الصفات، فکما أنه لا یصلح لمس ظاهر خطه کل ید، بل هو محروس عن ظاهر بشرة اللامس، إلا إذا کان متطهرا، فکذلک لا یصلح لتلاوة حروفه کل لسان، و لا لنیل معانیه کل قلب، بل باطن معناه لعلوه و جلاله محجوب عن باطن القلوب، إلا إذا کانت منقطعة عن کل رجس، مستنیرة بنور التعظیم و التوقیر. و بالجملة: ینبغی ألا یترک عند التلاوة تعظیم المتکلم له، لیتحقق تعظیم الکلام أیضا، اذ تعظیم الکلام بتعظیم المتکلم، و لو لم تحضره عظمة المتکلم لغفلة قلبه، فلیرجع إلی التفکر فی صفاته و افعاله، و یستحضر ان المتکلم هو الذی اوجد و اظهر بمجرد إرادته کل ما یشاهده و یسمعه، من العرش و الکرسی و السماوات و الأرضین، و ما فیها و ما تحتها و ما فوقها، و انه الخالق و الرازق للجمیع، و الکل فی قبضة قدرته مسخر أسیر، و مردد بین فضله و رحمته، و بین نقمته و سطوته، و جمیع ذلک لا نسبة له إلی عوالم المجردات. فالتفکر فی أمثال ذلک یوجب استشعار القلب لعظمة المتکلم و الکلام. و لمثل هذا التعظیم کان بعضهم إذا نشر المصحف للتلاوة غشی علیه، و یقول: (هو کلام ربی، هو کلام ربی!).
و منها- الخضوع و الرقة: قال الصادق (ع): «من قرأ القرآن، و لم یخضع و لم یرق قلبه، و لا ینشئ حزنا و وجلا فی سره، فقد استهان عظیم شأن اللّه تعالی، و خسر خسرانا مبینا. فقارئ القرآن محتاج إلی ثلاثة أشیاء: قلب خاشع، و بدن فارغ، و موضع خال. فإذا خشع للّه قلبه فر منه

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي جلد : 3 صفحه : 371

فرمت PDF

شناسنامه

فهرست