و لم یجزع بهتک ستره، فهو من العام، و نصیبه ما قال اللّه- عز و جل-: و
بشر الصابرین: ای بالجنة و المغفرة. و من استقبل البلاء بالرحب، و صبر علی
سکینة و وقار، فهو من الخاص، و نصیبه ما قال اللّه- عز و جل-: ان اللّه مع الصابرین» [1].
فصل
اشارة
الصبر- مراتب الصبر- اقسام الصبر- فضیلة الصبر- الصبر علی السراء-
اختلاف مراتب الصبر فی الثواب- طریق تحصیل الصبر- التلازم بین الصبر و
الشکر- القانون الکلی فی معرفة الفضائل- تفضیل الصبر علی الشکر.
ضد الجزع (الصبر)،
و هو ثبات النفس و عدم اضطرابها فی الشدائد و المصائب، بأن تقاوم معها،
بحیث لا تخرجها عن سعة الصدر و ما کانت علیه قبل ذلک من السرور و
الطمأنینة، فیحبس لسانه عن الشکوی، و اعضاءه عن الحرکات الغیر المتعارفة. و
هذا هو الصبر علی المکروه، و ضده الجزع. و له اقسام اخر لها أسماء خاصة
تعد فضائل اخر: کالصبر فی الحرب، و هو من أنواع الشجاعة، و ضده الجبن. و
الصبر فی کظم الغیظ، و هو الحلم، و ضده الغضب. و الصبر علی المشاق،
کالعبادة، و ضده الفسق، أی الخروج عن العبادات الشرعیة. و الصبر علی شهوة
البطن و الفرج من قبائح اللذات، و هی العفة، و إلیه أشیر فی قوله- سبحانه-:
(1) صححنا الحدیث علی (مصباح الشریعة): باب 92. و علی (البحار): باب الصبر و الیسر بعد العسر، مج 15: 2- 143.