responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي    جلد : 3  صفحه : 125

النیة، و النیة مترتبة علیه، و بذلک یظهر الفرق بین ضدیهما أیضا- أعنی عدم الرغبة و الغفلة.
و اما (الکراهة و الحب): فقد عرفت أنهما عبارتان عن نفرة الطبع عن المؤلم، و عن میله إلی الملذ، سواء انبعثت النفس عن طلبه أم لا، و بهذا یفترق الحب عن النیة، فان النیة هی انبعاث النفس، و هو مغایر لمجرد المیل، بل المیل منشأ للانبعاث، و سواء حصل الوصول إلی الملذ أم لا، و بهذا یفترق عن الشوق، فان الشوق یعتبر فی مفهومه عدم الوصول، فالشوق و النیة و الارادة لا ینفکان عن الحب، و الحب یکون مقارنا لهما البتة، فإذا حصل الوصول إلی المطلوب زال الشوق و الارادة و بقی الحب بدونهما. و بما ذکر یظهر الفرق بین الکراهة و بین عدم الرغبة و الغفلة.
و أما (الانس): فهو عبارة عن استبشار النفس بما یلاحظه من المطلوب المحبوب بعد الوصول و استحکامه و رسوخه، و البعد عبارة عن عدم الوصول إلی المحبوب او الوصول إلی ما لا یستبشر و لا یبتهج بملاحظته، لعدم الرغبة إلیه او للتنفر عنه، فالحب منشأ الانس، و الانس یترتب علیه، و هو غایة المحبة، فلا یخلو انس عن المحبة، و المحبة قد تکون بدونه، ثم المطلوب المحبوب قد یکون مطلوبا للقوة العاقلة، کالعلم بحقائق الأشیاء، و قد یکون مطلوبا للقوة الغضبیة، کالاستیلاء و الغلبة، و قد یکون مطلوبا للقوة الشهویة، کالمال و الازواج، و علی کل تقدیر تکون الأمور المذکورة- اعنی عدم الرغبة و الغفلة و الکراهة و البعد- و اضدادها- اعنی الشوق و الارادة و الحب و الانس- متعلقة بتلک القوة، معدودة من رذائلها او فضائلها. ثم المحبوب ان کان یستحسن حبه و طلبه شرعا و عقلا، کان ما یتعلق به من الشوق و الارادة و الحب و الانس من الفضائل و اضدادها من الرذائل، و ان
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي    جلد : 3  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست