رغبة
إلی فعل الطاعة مع خلوص النیة، مثلا من لم تکن له نیة الولد فی النکاح بل
کانت نیته فیه مجرد قضاء الشهوة، فینبغی له أن یقوی ایمانه بعظم ثواب من
سعی فی تکثیر أمة محمد (ص)، و یدفع عن نفسه جمیع المنفرات عن الولد، کثقل
المئونة و طول المتعب و غیره، و إذا فعل ذلک انبعثت من نفسه رغبة إلی تحصیل
الولد للثواب.
و منها: الکراهة
اشارة
و هی نفرة الطبع عما لا یخلو عن ایلام و إتعاب، فإذا قویت سمیت مقتا، و
ضدها الحب، و هو میل الطبع إلی الشیء الملذ، فان تأکد ذلک المیل و قوی سمی
عشقا. اعلم أن عدم الرغبة و الغفلة و الکراهة و البعد أمور متناسبة
مترتبة بعضها علی بعض، و کذا اضدادها- اعنی الشوق و النیة و الحب و الانس-
أمور متناسبة یترتب بعضها علی بعض، فنحن هنا نشیر إجمالا إلی معانیها و
الفرق بینها، ثم نذکرها مفصلة علی الترتیب. فنقول: قد عرفت ان الغفلة و
النیة ضدان، و هما عبارتان عن عدم انبعاث النفس و انبعاثها إلی ما فیه
غرضها الملائم اما عاجلا أو آجلا، و اما عدم الرغبة و الشوق فهما ضدان و
مبدآن للغفلة و النیة. بیان ذلک: ان معنی عدم الرغبة ظاهر، و الشوق
عبارة عن الرغبة إلی الشیء الذی لم یصل إلیه و کان مفقودا عنه بوجه،
فالشوق لا یخلو عن ألم المفارقة، و لو زالت المفارقة و حصل الوصال انتفی
الشوق. ثم فرق الشوق عن النیة ظاهر، فان الشوق مجرد الرغبة إلی الشیء من
دون اعتبار انبعاث النفس إلی طلبه فی مفهومه، و النیة هی الانبعاث المذکور،
فالشوق مبدأ