responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي    جلد : 2  صفحه : 94

لهما المرتبة الأخیرة من الفقر، أعنی الاستغناء و الرضا- کان الواجد أفضل من الفاقد، لاستوائهما فی عدم الالتفات إلیه، و مزیة الواجد باستفادة أدعیة الفقراء و المساکین.
ثم الحکم بانقطاع القلب رأسا عن المال وجودا و عدما إنما یتصور فی الشاذ النادر الذی لا یسمح الدهر بمثله إلا بعد أزمنة متطاولة، و قلوب جل الناس غیر خالیة عن حب المال و التعلق به. فتفصیل القول بأفضلیة من هو أقل تعلقا بالمال، و استواء درجتهما مع استوائهما فی التعلق، و مزیة الواجد علی الفاقد مع انقطاع قلبهما بالکلیة عنه مزلة الأقدام و موضع الغرور، إذ الغنی ربما یظن أنه منقطع القلب عن المال و یکون حبه دفینا فی باطنه و هو لا یشعر به، و إنما یشعر به إذا فقده، فما عدا الأنبیاء و الأولیاء و شرذمة قلیلة من أکابر الأتقیاء لو ظنوا انقطاعهم عن الدنیا إذا جربوا أنفسهم بإخراج المال من أیدیهم یظهر لهم أنهم مغرورون و لیس لهم تمام الانقطاع عن الدنیا، و إذا کان ذلک محالا أو بعیدا فلیطلق القول بأن الفقر أصلح لکافة الناس و أفضل، لأنه عن الخطر أبعد، إذ فتنة السراء من فتنة الضراء أشد، و علاقة الفقیر و أنسه بالدنیا غالبا أضعف، و بقدر ضعف علاقته یتضاعف ثواب أذکاره و عبادته، إذ حرکات اللسان و الجوارح لیست مرادة لأعیانها بل لیتأکد بها الأنس بالمذکور و تأثیرها فی إثارة الأنس فی قلب فارغ عن غیر المذکور أشد من تأثیرها فی قلب مشغول، و لهذا وردت الأخبار مطلقة فی فضل الفقر علی الغنی، و فی فضل الفقراء علی الأغنیاء.

(الثانی) فی الترجیح بین الفقر مع الحرص و الجزع، و الغنی مع الحرص و الإمساک.

و التحقیق فیه أن مطلوب الفقیر إن کان ما لا بد منه فی المعیشة و کان حرصه فی تحصیل هذا القدر دون الزائد منه و کان قصده

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي    جلد : 2  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست