ترفهت
فی معیشتی أن یقصر بی غدا دونهم، فاصبر أیاما یسیرة أحب إلی من أن ینقص بی
حظی غدا فی الآخرة و ما من شیء أحب إلی من اللحوق بأصحابی و إخوانی». و روی: «أنه جاءت فاطمة- علیها السلام- و معها کسیرة من خبز، فدفعتها إلی النبی- صلّی اللّه علیه و آله و سلّم- فقال: ما
هذه الکسیرة؟ قالت: قرص خبزته للحسن و الحسین- علیهما السلام- جئتک منه
بهذه الکسیرة، فقال: أما إنه أول طعام دخل فم أبیک منذ ثلاث» [1].
فوائد الجوع
ثم للجوع فوائد: هی صفاء القلب و رقته، و اتقاد الذهن و حدته و الالتذاذ
بالمناجاة و الطاعة، و الابتهاج بالذکر و العبادة، و الترحم لأرباب الفقر و
الفاقة، و التذکر بجوع یوم القیامة. و الانکسار المانع عن الطغیان و
الغفلة، و تیسر المواظبة علی الطاعة و العبادة، و کسر شهوات المعاصی
المسئولیة بالشبع، و دفع النوم الذی یضیع العمر و یکل الطبع و یفوت القیام و
التهجد، و التمکن من الإیثار و التصدیق بالزائد، و خفة المؤنة الموجبة
للفراغ عن الاهتمام بالتحصیل و الإعداد، و صحة البدن و دفع الأمراض، إذ
المعدة بیت کل داء و الحمیة رأس کل دواء، و ورد: «کلوا فی بعض بطونکم تصحوا» ، و أضداد هذه الفوائد من المفاسد یترتب علی الشبع. ثم
علاج الشره بالأکل و الشرب: أن یتذکر الأخبار الواردة فی ذمه، و ینبه نفسه
علی رذالة المأکولات و خساستها، و علی خسة الشرکاء من الحیوانات، و یتأمل
فی المفاسد المترتبة علی الولوع به: من الذلة، و المهانة و سقوط الحشمة و
المهابة، و فتور الفطنة، و ظهور البلادة، و حدوث العلل