جامع السعادات - النراقي، المولى محمد مهدي

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي جلد : 2 صفحه : 52

وَ یُمْدِدْکُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِیْنَ وَ یَجْعَلْ لَکُمْ جَنَّاتٍ وَ یَجْعَلْ لَکُمْ أَنْهَاراً [1].
و قال رسول اللّه- صلی اللّه علیه و آله-: «نعم المال الصالح للرجل الصالح».
و کل ما جاء فی ثواب الصدقة، و الضیافة، و السخاء، و الحج و غیر ذلک مما لا یمکن الوصول إلیه إلا بالمال، فهو ثناء علیه.
و وجه الجمع بین الظواهر المادحة و الذامة هو: أن المال قد یکون وسیلة إلی مقصود صحیح هو السعادة الأخرویة، إذ الوسائل إلیها فی الدنیا ثلاث، و هی: الفضائل النفسیة، و الفضائل البدنیة، و الفضائل الخارجیة التی عمدتها المال. و قد یکون وسیلة إلی مقاصد فاسدة و هی المقاصد الصادة عن السعادة الأخرویة و الحیاة الأبدیة، و الصادة سبیل العلم و العمل. فهو إذن محمود و مذموم بالإضافة إلی المقصودین. فالظواهر الذامة محمولة علی صورة کونه وسیلة إلی مقاصد فاسدة، و المادحة علی صورة کونه وسیلة إلی مقاصد صحیحة. و لما کانت الطبائع مائلة إلی اتباع الشهوات القاطعة لسبیل اللّه، و کان المال مسهلا لها و آلة إلیها، عظم الخطر فی ما یزید علی قدر الکفایة، فاستعاذ طوائف الأنبیاء و الأولیاء من شره، حتی
قال نبینا- صلی اللّه علیه و آله و سلم-: «اللهم اجعل قوت آل محمد کفافا»
و قال- صلی اللّه علیه و آله-: «اللهم أحینی مسکینا و أمتنی مسکینا».

(1) نوح، الآیة: 12.

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي جلد : 2 صفحه : 52

فرمت PDF

شناسنامه

فهرست