قال
رسول اللّه- صلی اللّه علیه و آله-: «من طلب من الدنیا حلالا مکاثرا
مفاخرا لقی اللّه و هو علیه غضبان، و من طلبها استعفافا عن المسألة و صیانة
لنفسه جاء یوم القیامة و وجهه کالقمر لیلة البدر». (الثالثة) ما صورته
للّه، و یمکن أن یجعل معناه من الدنیا بالقصد، و هو ترک الشهوات، و تحصیل
العلم، و عمل الطاعات و العبادات. فهذه الثلاث إذا لم یکن لها باعث سوی أمر
اللّه و الیوم الآخر فهی للّه صورة و معنی، و لم تکن من الدنیا أصلا، و إن
کان الغرض منها حفظ المال و الحمیة و الاشتهار بالزهد و الورع و طلب
القبول بین الخلق بإظهار المعرفة صار من الدنیا معنی و إن کان یظن بصورته
أنه للّه.
و منها: حب المال
اشارة
و هو من شعب حب الدنیا، إذ حب الدنیا یتناول حب کل حظ عاجل، و المال بعض
أجزاء الدنیا، کما أن الجاه بعضها، و اتباع شهوة البطن و الفرج بعضها، و
تشفی الغیظ بحکم الغضب و الحسد بعضها، و الکبر و طلب العلو بعضها. و
بالجملة: لها أبعاض کثیرة یجمعها کل ما لإنسان فیه حظ عاجل، فآفات الدنیا
کثیرة الشعب و الأرجاء، واسعة الأرجاء و الأکناف، و لکن أعظم آفاتها
المتعلقة بالقوة الشهویة هو (المال)، اذ کل ذی روح محتاج إلیه و لا غناء له
عنه، فإن قد حصل الفقر الذی یکاد أن یکون کفرا و إن وجد حصل منه الطغیان
الذی لا تکون عاقبة أمره إلا خسرا، فهو