responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي    جلد : 2  صفحه : 44

فصل (عاقبة حب الدنیا و بغضها)

اعلم أنه لا یبلغ مع العبد عند الموت إلا صفاء القلب، أعنی طهارته عن أدناس الدنیا و حبه للّه و أنسه بذکره، و صفاء القلب و طهارته لا یحصل إلا بالکف عن شهوات الدنیا، و الحب لا یحصل إلا بالمعرفة، و المعرفة لا تحصل إلا بدوام الفکرة، و الأنس لا یحصل إلا بکثرة ذکر اللّه و المواظبة علیه، و هذه الصفات الثلاث هی المنجیات المسعدات بعد الموت، و هی الباقیات الصالحات.
أما طهارة القلب عن أدناس الدنیا، فهی الجنة بین العبد و بین عذاب اللّه،
کما ورد فی الخبر: «أن اعمال العبد تناضل عنه، فإذا جاء العذاب من قبل رجلیه جاء قیام اللیل یدفع عنه، و إذا جاء من قبل یدیه جاءت الصدقة تدفع عنه ...» الحدیث.
و أما الحب و الأنس، فهما یوصلان العبد إلی لذة المشاهدة و اللقاء.
و هذه السعادة تتعجل عقیب الموت إلی أن یدخل الجنة، فیصیر القبر روضة من ریاض الجنة، و کیف لا یصل صاحب الصفات الثلاث بعد موته غایة البهجة و نهایة اللذة بمشاهدة جمال الحق، و لا یکون القبر علیه روضة من الریاض الخلد، و لم یکن له إلا محبوب واحد، و کانت العوائق تعوقه عن الأنس بدوام ذکره و مطالعة جماله، و بالموت ارتفعت العوائق و أفلت من السجن و خلی بینه و بین محبوبه، فقدم علیه مسرورا سالما من الموانع آمنا من الفراق؟ و کیف لا یکون محب الدنیا عند الموت معذبا و لم یکن له محبوب إلا الدنیا، و قد غصبت منه و حیل بینه و بینها، و سدت علیه طرق

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي    جلد : 2  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست