مجلس
فسق فابی و أنکر علیه، فإذا عرف الضال إیاه، اشتغل بالمجادلة معه، و هو
أیضا یساعده علی ذلک لیرد ضلاله، ظانا أن ذلک مصلحته مع أنه غرض الضال إذ
قصده من المجادلة أن یؤخره عن نیل مقصوده. و مثل من یشتغل بالتکذیب مثل
من لا یشتغل بالقتال مع الضال بعد دعوته الی مجلس الضلال، بل وقف بقدر أن
یدفع فی منحره، و ذهب مستعجلا ففرح الضال بقدر توقفه للدفع. و مثل من یکتفی
بعقد الضمیر مثل من لم یلتفت إلی الضال بعد دعوته أصلا، و استمر علی ما
کان علیه من المشی و مثل من یزید فیما کان له من الإخلاص أو ما یؤدی إلیه
مثل من یزید فی عجلته بعد دعوته لیغیظه. و لا ریب فی أن الضال یمکن أن
یعاود الجمیع فی الدعوة إلی الضلالة إذا مروا علیه مرة أخری إلا الأخیر،
مخافة أن یزداد فائدة باستعجاله.
وصل الإخلاص و حقیقته
ضد الریاء: الإخلاص، و هو تجرید القصد عن الشوائب کلها. فمن عمل طاعة
ریاء فهو مراء مطلق، و من عملها و انضم إلی قصد القربة قصد غرض دنیوی
انضماما غیر مستقل فعمله مشوب غیر خالص، کقصد الانتفاع بالحمیة من الصوم، و
قصد التخلص من مؤنة العبد أو سوء خلقه من عتقه، و قصد صحة المزاج أو
التخلص من بعض الشرور و الاحزان من الحج، و قصد العزة بین الناس أو سهولة
طلب المال من تعلم العلم، و قصد النظافة و التبرد و طیب الرائحة من الوضوء و
الغسل، و التخلص عن إبرام السائل من التصدق علیه، و هکذا. فمتی کان باعث
الطاعة هو التقرب و لکن انضافت إلیه خطرة من هذه الخطرات، خرج عمله من
الإخلاص