جامع السعادات - النراقي، المولى محمد مهدي

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي جلد : 2 صفحه : 377

مشهور عند أهلها لا یخلو بسبب عزلته عن حب المنزلة التی تترسخ له فی القلوب، فربما یظن أنه لیس محبا لذلک الجاه و هو مغرور، و انما سکنت نفسه لأنها ظفرت بمقصودها، و لو تغیر الناس عما اعتقدوا فیه و دموه أو نسبوه إلی امر غیر لائق، ربما جزعت نفسه و تألمت و توصلت إلی الاعتذار من ذلک و اماطة ذلک الغبار عن قلوبهم، و ربما یحتاج فی إزالة ذلک عن قلوبهم إلی کذب و تلبیس و لا یبالی به، و به یتبین انه بعد محب للجاه و المنزلة، و لا یمکنه ألا یحب المنزلة فی قلوب الناس ما دام یطمع فی الناس و لا یقطع الطمع عن الناس إلا بالقناعة. فمن قنع استغنی عن الناس، و إذا استغنی لم یشتغل قلبه بالناس و لم یکن لقیام منزلته فی القلوب وزن عنده، بل من لم یطمع فی الناس و کان من أهل المعرفة، کان الناس عنده کالبهائم، فکیف یکون طالبا لقیام منزلته فی قلوبهم؟.
و الحاصل: أن الغالب و الباعث علی قیام المنزلة فی قلوب الناس هو الطمع منهم، و لذا تری انک لا تطلب قیام منزلتک فی قلوب من فی أقصی لمشرق أو المغرب، لعدم طمع لک فیهم، ثم ینبغی أن یستعین علی المعالجة بالأخبار الواردة فی ذم الجاه- کما مر- و فی مدح الخمول، کما یأتی.

فصل حب الخمول‌

ضد حب الجاه و الشهرة حب الخمول، و هو شعبة من الزهد، کما أن حب الجاه شعبة من حب الدنیا. فحب الدنیا و الزهد ضدان.
ثم الخمول من صفات المؤمنین و خصال الموقنین، و قد کانت طوائف العرفاء المتوحدین و من یماثلهم من سلفنا الصالحین محبین له طالبین إیاه، و کل من عرف اللّه و أحبه و انس به، کان محبا للخمول متوحشا من الجاه

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي جلد : 2 صفحه : 377

فرمت PDF

شناسنامه

فهرست