و
الشهرة- کما ذکرناه فی جملة ما یتعلق بهما معا- بخلاف حب المال، فان
الغالب أن حبه من حیث التوصل به إلی قضاء حظوظ القوة الشهویة، و کونه لمجرد
الاستیلاء علیه بالمالکیة و التمکن علی التصرف فیه نادر، و لذا ذکرناه
فیما یتعلق بقوة الشهوة.
فصل ذم حب الجاه و الشهرة
اعلم أن حب الجاه و الشهرة من المهلکات العظیمة، و طالبهما طالب الآفات
الدنیویة و الأخرویة، و من اشتهر اسمه و انتشر صیته لا یکاد أن تسلم دنیاه و
عقباه، إلا من شهره اللّه لنشر دینه من غیر تکلف طلب للشهرة منه. و لذا
ورد فی ذمهما ما لا یمکن احصاؤه من الآیات و الاخبار: قال اللّه سبحانه: تِلْکَ
الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِیْنَ لا یُرِیْدُونَ عُلُوّاً فِی
الأَرْضِ وَ لا فَسَاداً [1]. و قال: مَنْ کَانَ یُرِیْدُ الْحَیَاةَ
الدُّنْیَا وَ زِیْنَتَها نُوَفِّ إِلَیْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِیْهَا وَ
هُمْ فِیْهَا لا یُبْخَسُونَ أُولئِکَ الَّذِیْنَ لَیْسَ لَهُمْ فِی
الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَ حَبِطَ مَا صَنَعُوا فِیْهَا وَ بَاطِلٌ مَا
کانُوا یَعْمَلُونَ [2].