یا رسول اللّه، و یکون ذلک؟! قال: «نعم! و شر من ذلک! کیف بکم إذا رأیتم المعروف منکرا و المنکر معروفا؟!»، و فی روایة: «و عند ذلک یبتلی الناس بفتنة، یصیر الحلیم فیها حیران» [1]. و
من تأمل فی الأخبار و الآثار، و اطلع علی التواریخ و السیر و قصص الأمم
السالفة و القرون الماضیة، و ما حدثت لهم من العقوبات، و ضم ذلک إلی
التجربة و المشاهدة فی عصره، من ابتلاء الناس ببعض البلایا السماویة و
الأرضیة، یعلم أن کل عقوبة سماویة و أرضیة، من الطاعون و الوباء، و القحط و
الغلاء، و حبس المیاه و الأمطار، و تسلط الظالمین و الأشرار، و وقوع القتل
و الغارات، و حدوث الصواعق و الزلازل، و أمثال ذلک، تکون مسبوقة بترک
الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر بین الناس.
وصل السعی فی الأمر بالمعروف
اشارة
ضد المداهنة فی الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر، هی السعی فیهما و
التشمیر لهما. و هو أعظم مراسم الدین، و المهم الذی بعث اللّه لأجله
النبیین، و نصب من بعدهم الخلفاء و الأوصیاء، و جعل نوابهم أولی النفوس
القدسیة من العلماء. بل هو القطب الذی تدور علیه أرحیة الملل و الأدیان و
تطرق الاختلال فیه یؤدی إلی سقوطها عن الدوران. و لهذا ورد فی
(1)
صححنا الأحادیث هنا علی (فروع الکافی): باب الأمر بالمعروف و علی
(الوسائل): کتاب الأمر بالمعروف و علی (المستدرک): 2- 360- 361 کتاب الأمر
بالمعروف.