فصل (الدنیا المذمومة هی الهوی)
قد ظهر مما ذکر: أن الدنیا المذمومة حظ نفسک الذی لا حاجة إلیه لأمر الآخرة، و یعبر عنه بالهوی، و إلیه أشار قوله تعالی:وَ نَهَی النَّفْسَ عَنِ الْهَوی فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِیَ الْمَأْوی [1].و مجامع الهوی هی المذکورة فی قوله تعالی:إنَّمَا الْحَیَاةُ الدُّنْیَا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ وَ زِیْنَةٌ وَ تَفَاخُرٌ بَیْنَکُمْ وَ تَکَاثُرٌ فِی الأَمْوالِ وَ الأَوْلادِ [2].و الأعیان التی تحصل منها هذه الأمور هی المذکورة فی قوله سبحانه:زُیِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَهَواتِ مِنَ النِّسَاءِ وَ الْبَنِیْنَ وَ الْقَنَاطِیْرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَ الْخَیْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَ الأَنْعَامِ وَ الْحَرْثِ ذلِکَ مَتَاعُ الْحَیَاةِ الدُّنْیَا وَ اللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمُآبِ [3].فهذه أعیان الدنیا، و للعبد معها علاقتان: