و عدم الاجتناب عنه. و لا ریب فی کونه مترتبا علی حب الدنیا و الحرص علیها، و هو أعظم المهلکات، به هلک أکثر من هلک، و جل الناس حرموا عن السعادة لأجله، و منعوا عن توفیق الوصول إلی اللّه بسببه. و من تأمل یعلم أن أکل الحرام أعظم الحجب للعبد من نیل درجة الأبرار، و أقوی الموانع له عن الوصول إلی عالم الأنوار، و هو موجب لظلمة القلب و کدرته، و هو الباعث لخبثه و غفلته، و هو العلة العظمی لخسران النفس و هلاکها، و هو السبب الأقوی لضلالتها و خباثتها، هو الذی أنساها عهود الحمی، و هو الذی أ هواها فی مهاوی الضلالة و الردی و ما للقلب المتکون من الحرام و الاستعداد لفیوضات عالم القدس! و أنی للنطفة الحاصلة منه و الوصول إلی مراتب الأنس! و کیف یدخل النور و الضیاء فی قلب أظلمته أدخنة المحرمات؟! و کیف تحصل الطهارة و الصفاء لنفس اخبثتها قذرات المشتبهات؟! و لأمر ما حذر عنه أصحاب الشرع و أمناء الوحی غایة التحذیر، و زجروا منه أشد الزجر،
قال رسول اللّه- صلی اللّه علیه و آله-: «إن للّه ملکا علی بیت المقدس، ینادی کل لیلة: من أکل حراما لم یقبل منه صرف و لا عدل»:
أی لا نافلة و لا فریضة.
و قال- صلی اللّه