ما یبذل لوقایة العرض، و حفظ الحرمة، و رفع شر الأشرار و ظلم الظلمة. فإن السخی لا یقصر فی شی‌ء من ذلک، و البخیل ربما منع بخله عن ذلک، فیهتک عرضه و یذهب حرمته. و فی بعض الأخبار دلالة علی أن البذل لذلک صدقة. و تقدم أن ما وقی المرء به عرضه فهو له صدقة و کذا بذل ما نقتضیه المروة و العادة من ثمرات الجود و السخاء، و من منعه کان بخیلا.

و الخیرات الجاریة، من بناء المساجد و المدارس و الربط و القناطیر، و إجراء القنوات، و أمثال ذلک مما یبقی أثره علی مر الدهور، و یصل نفعه و ثوابه إلی صاحبه فی کل وقت إلی یوم النشور. و لا یخفی ثواب ذلک. و الأخبار الواردة فی مدحه و فضیلته أکثر من أن تحصی، و لا حاجة إلی ذکرها لاشتهارها بین الناس.