و
هو التفریط فی کسب ضروری القوت، و الفتور عما ینبغی من شهوة النکاح، بحیث
یؤدی إلی سقوط القوة و تضییع العیال و انقطاع النسل و لا ریب فی کون ذلک
مذموما غیر مستحسن فی الشرع، إذ تحصیل المعارف الإلهیة و اکتساب الفضائل
الحلقیة و العبادات البدنیة موقوف علی قوة البدن، فالتفریط فی إیصال بدل ما
یتحلل إلی البدن یوجب الحرمان عن تحصیل السعادات. و هو غایة الخسران. و
کذا إهمال قوة شهوة النکاح یوجب الحرمان عن الفوائد المترتبة علیها، فإن
هذه القوة إنما سلطت علی الإنسان لبقاء النسل و دوام الوجود، و لأن یدرک
لذته فیقیس بها لذات الآخرة، فإن لذة الوقاع لو دامت لکانت أقوی اللذات
الجسمانیة، کما أن ألم النار أعظم الآلام الجسدانیة، فالترغیب و الترهیب
یسوقان الخلق إلی سعاداتهم، و لیس ذلک إلا بلذة مدرکة و ألم محسوس مشابهین
للذات و الآلام الأخرویة. و لبقاء النسل فوائد: موافقة محبة اللّه
بالسعی فی تحصیل الولد لبقاء نوع الإنسان، و عدم قطعه السلسلة التی وصلت
إلیه من مبدأ النوع، و طلب محبة رسول اللّه- صلّی اللّه علیه و آله- فی
تکثیر من به مباهاته، و طلب التبرک بدعاء الولد الصالح بعده، و طلب الشفاعة
بموت الولد الصغیر إذا مات قبله، کما استفاضت به الأخبار. و من فوائد النکاح: کسر التوقان و التحرز من الشیطان، بغض البصر و حفظ الفرج و قطع الوساوس و خطرات الشهوة من القلب، و إلیه الإشارة