هی ما سوی الزکاة علانیة غیر سرّ». فلو دخل فی نفسه الریاء مع الإظهار، أو کان الفقیر یستحیی من أخذها علانیة، کان الأسرار بها أفضل: أما الأول: فظاهر، و أما الثانی: فلما
روی: «أنه قیل لأبی جعفر الباقر علیه السلام: الرجل من أصحابنا یستحی من
أن یأخذ من الزکاة، فأعطیه من الزکاة و لا أسمی له أنها من الزکاة. فقال: أعطه و لا تسم له، و لا تذل المؤمن». و
بالجملة: الإعلان کما یتصور فیه فائدة الترغیب، یتطرق إلیه محذور الریاء و
المن و الأذی، و ذلک یختلف بالأحوال و الأشخاص. فبالنظر إلی بعض الأحوال و
الأشخاص، یکون الإعلان أفضل، و بالنظر إلی بعض آخر، یکون الأسرار أفضل.
فلا بد لکل منفق أن یلاحظ حاله و وقته و یقابل الفائدة بالمحذور، و یختار
ما هو الأفضل. و من عرف الفوائد و الغوائل و لم ینظر بعین الشهوة، اتضح له
ما هو الأولی و الألیق،
فصل ذم المن و الأذی فی الصدقة
ینبغی للمتصدق أن یجتنب عن المن و الأذی. قال اللّه سبحانه: لا
تُبْطِلُوا صَدَقَاتِکُمْ بِالْمَنِّ وَ الأَذی [1]. و قال: قَوْلٌ
مَعْرُوفٌ وَ مَغْفِرَةٌ خَیْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ یَتْبَعُهَا أَذیً [2]. و قال رسول اللّه- صلی اللّه علیه و آله-: «إن اللّه تبارک و تعالی کره لی ست خصال، و کرهتهن للأوصیاء من ولدی و أتباعهم من بعدی: