responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 71

و إلی ما یتوصل به إلی إفشاء العوارف و مثله مما یوجب استحقاق المدح کالمال و کثرة الأعوان، و إلی ما یوجب حسن الحدیث و شیوع المحمدة، و إلی ما یتعلق بإنجاح المقاصد و الأغراض علی مقتضی الأمل، و إلی ما یرجع إلی النفس من الحکمة و الأخلاق المرضیة. و قالوا کمال السعادة لا یحصل بدون هذه الخمسة، و بقدر النقصان فیها تنقص. قالوا و فوق ذلک سعادة محضة لا تدانیها سعادة، و هو ما یفیض اللّه سبحانه علی بعض عباده من المواهب، و الإشراقات العلمیة، و الابتهاجات العقلیة بدون سبب ظاهر.
ثم الأقدمون لذهابهم إلی نفی السعادة للبدن صرحوا بأن السعادة العظمی لا تحصل للنفس ما دامت متعلقة بالبدن، و ملوثة بالکدورات الطبیعیة، و الشواغل المادیة، بل حصولها موقوف عنها، لأن السعادة الطلقة لا تحصل لها ما لم تصر مشرقة بالإشراقات العقلیة، و مضیئة بالأنوار الإلهیة، بحیث یطلق علیها اسم التام، و ذلک موقوف علی تخلیصها التام عن الظلمة الهیولانیة، و القصورات المادیة.
و أما المعلم الأول و اتباعه فقالوا إن السعادة العظمی تحصل للنفس مع تعلقها بالبدن أیضا، لبداهة حصولها لمن استجمع الفضائل بأسرها، و اشتغل بتکمیل غیره. و ما أقبح أن یقال مثله ناقص و إذا مات یصیر تاما، فالسعادة لها مراتب، و یحصل للنفس الترقی فی مدارجها بالمجاهدة إلی أن تصل إلی أقصاها و حینئذ یحصل تمامها و إن کان قبل المفارقة، و تکون باقیة بعدها أیضا، ثم المتأخرون عن الطائفتین من حکماء الإسلام قالوا إن السعادة فی الأحیاء لا تتم إلا باجتماع ما یتعلق بالروح و البدن، و أدناها أن تغلب السعادة البدنیة علی النفسیة بالفعل، إلا أن الشوق إلی الثانیة، و الحرص علی اکتسابها یکون أغلب، و أقصاها أن تکون الفعلیة و الشوق کلاهما فی
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست