responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 54

إلی دار الطبیعة و الغرور یبعده عن عالم البهجة و السرور، و بالعکس، فأسوأ الناس حالا من لم یعرف حقیقة الدنیا و الآخرة و تضادهما و لم یخف سوء العاقبة و أفنی عمره فی طلب الدنیا و إصلاح أمر المعاش و قصر سعیه علی جر المنفعة لبدنه من نیل شهوة أو بلوغ لذة أو اکتساب ترفع، و رئاسة أو جمع المال من غیر تصور لما یصل إلیه من فائدته، کما هو عادة أکثر أبناء الدنیا، و لم یعرف غیر هذه الأمور من المعارف الحقیقیة و الفضائل الخلقیة و الأعمال الصالحة المقربة إلی عالم البقاء فکأنه یعلم خلوده فی الدنیا، و لا یرجو بعد الموت ثواب عمل، و لا جزاء فعل، و لا یعتقد بما یرجوه المؤمنون و یؤمله المتقون من الخیر الدائم، و اللذات المخالفة لهذه اللذات الفانیة التی یشارک فیها السباع و البهائم، فإذا أدرکه الموت مات علی حسرة و ندامة آیسا من رحمة اللّه قائلا:
یَا حَسرَتی عَلی مَا فَرَّطتُ فِی جَنبِ اللَّهِ [1].
أعاذنا اللّه تعالی من سوء الخاتمة و وقفنا لتحصیل السعادة الدائمة

فصل (تأثیر المزاج علی الأخلاق)

للمزاج مدخلیة تامة فی الصفات: فبعض الأمزجة فی أصل الخلقة مستعد لبعض الأخلاق، و بعضها مقتض لخلافه، فإنا نقطع بأن بعض الأشخاص بحسب جبلته، و لو خلی عن الأسباب الخارجیة، بحیث یغضب و یخاف و یحزن بأدنی سبب، و یضحک بأدنی تعجب، و بعضهم بخلاف ذلک.


(1) الزمر الآیة: 56.
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست