و هی من لوازم الحقد، لأنه إذا قوی قوة لا یقدر معها علی المجاملة أظهر
العداوة بالمکاشفة. و الأخبار الواردة فی ذمها کثیرة، و قد تقدم بعضها. و
علاجها کما تقدم فی الحقد، و ضدها النصیحة الظاهرة، أعنی فعلیة الخیر و
الصلاح لا مجرد قصدهما، فلیکلف نفسه علیها، حتی تصیر ملکة له و یزیل ضدها.
و منها: الضرب و الفحش و اللعن و الطعن
اشارة
و هذه ناشئة غالبا عن العداوة و الحقد، و ربما صدرت من مجرد الغضب و سوء
الخلق، و ربما صدر الفحش من الاعتیاد الحاصل من مخالطة الفساق، و ربما کان
الباعث فی بعض أفرادها حب المال و فقده المعدود من رذائل قوة الشهوة، إلا
أن الفاعل المباشرة لهذه الأمور هی القوة الغضبیة، أو النفس لهیجان قوة
الغضب. و إن کان الهیجان حاصلا بوساطة فعل قوة الشهوة. و علی أی تقدیر یکون
من رذائل القوة الغضبیة علی قاعدتنا، و لذا أدرجناها تحتها فقط. ثم لا
ریب فی کون هذه الأمور مذمومة محرمة فی الشریعة، موجبة لحبط الأعمال و
خسران المال. و جمیع ما یدل علی ذم الإیذاء و الإضرار یدل علی ذمها، لکونها
بعض أفرادهما. و العقل و الشرع متطابقان علی شدة قبح کل واحد منها بخصوصه و
إیجابه للهلاک: