responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 325

أو أحدهما متوسطا بین السرعة و البطء. و ما کان من ذلک بإشارة العقل فهو ممدوح معدود من أوصاف الشجاعة، و غیر مذموم محسوب من آثار الغضب أو الجبن.

فصل (الغضب)

(الغضب) من المهلکات العظیمة، و ربما أدی إلی الشقاوة الأبدیة، من القتل و القطع، و لذا قیل: (إنه جنون دفعی).
قال أمیر المؤمنین (ع): «الحدة ضرب من الجنون، لأن صاحبها یندم، فإن لم یندم فجنونه مستحکم»
و ربما أدی إلی اختناق الحرارة، و یورث الموت فجأة. و قال بعض الحکماء:
«السفینة التی وقعت فی اللجج الغامرة، و اضطربت بالریاح العاصفة و غشیتها الأمواج الهائلة أرجی إلی الخلاص من الغضبان الملتهب». و قد ورد به الذم الشدیدة فی الأخبار،
قال رسول اللَّه- صلی اللَّه علیه و آله و سلم-: «الغضب یفسد الإیمان کما یفسد الخل العسل»،
و قال الباقر (ع)، إن هذا الغضب جمرة من الشیطان توقد فی قلب ابن آدم، و إن أحدکم إذا غضب احمرت عیناه و انتفخت أوداجه و دخل الشیطان فیه، فإذا خاف أحدکم ذلک من نفسه فلیلزم الأرض، فإن رجز الشیطان لیذهب عنه عند ذلک».
و قال الصادق (ع): «و کان أبی (ع) یقول: أی شی‌ء أشد من الغضب؟ إن الرجل یغضب فیقتل النفس التی حرم الله، و یقذف المحصنة»
و قال (ع) [1]: «إن الرجل لیغضب فما یرضی أبدا حتی یدخل النار».
و قال الصادق (ع):


(1) أی: الباقر- علیه السلام و قد روی هذه الأخبار المذکورة هنا الکافی فی باب الغضب، فروی هذا الخبر عنه- علیه السلام- لا عن الصادق- علیه السلام. جامع السعادات، ج‌1، ص: 325
«الغضب مفتاح کل شر».
و قال (ع): «الغضب ممحقة لقلب الحکیم».
و قال (ع): من لم یملک غضبه لم یملک عقله».
ثم مما یلزم الغضب من الآثار المهلکة الذمیمة، و الأغراض المضرة القبیحة: انطلاق اللسان بالشتم و السب، و إظهار السوء و الشماتة بالمساءة و إفشاء الأسرار و هتک الأستار و السخریة و الاستهزاء، و غیر ذلک من قبیح الکلام الذی یستحیی منه العقلاء، و توثب الأعضاء بالضرب و الجرح و التمزیق و القتل و تألم القلب بالحقد و الحسد و العداوة و البغض و مما تلزمه الندامة بعد زواله، و عداوة الأصدقاء، و استهزاء الأراذل، و شماتة الأعداء، و تغیر المزاج، و تألم الروح و سقم البدن، و مکافاة العاجل و عقوبة الآجل.
و العجب ممن توهم أن شدة الغضب من فرط الرجولیة، مع أن ما یصدر عن الغضبان من الحرکات القبیحة إنما هو أفعال الصبیان و المجانین دون الرجال و العاقلین، کیف و قد تصدر عنه الحرکات غیر المنتظمة، من الشتم و السب بالنسبة إلی الشمس، و القمر، و السحاب، و المطر، و الریح، و الشجر، و الحیوانات و الجمادات، و ربما یضرب القصعة علی الأرض، و یکسر المائدة، و یخاطب البهیمة و الجماد کما یخاطب العقلاء، و إذا عجز عن التشفی، ربما مزق ثوبه، و لطم وجهه، و قد یعدو عدو المدهوش المتحیر، و ربما اعتراه مثل الغشیة، أو سقط علی الأرض لا یطیق النهوض و العدو. و کیف یکون مثل هذه الأفعال القبیحة من فرط الرجولیة
و قد قال رسول اللَّه- صلی اللَّه علیه و آله و سلم-: «الشجاع من یملک نفسه عند غضبه».
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 325
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست