الخاتمة

تم بحمد اللّه تعالی و حسن توفیقه طبع الجزء السابع من تاریخنا (إعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء) سابع شهر ذی الحجة سنة ألف و ثلاثمائة و خمس و أربعین، و به کمل تاریخ هذه المدینة العظیمة.
و قد حوت الأجزاء الثلاثة الأول ذکر من ملکها من الملوک و حکمها من الأمراء من حین الفتح الإسلامی إلی سنة 1325 مع تراجم معظم هؤلاء، و الحوادث الهامة التی وقعت فی هذه السنین، و العمران الذی حصل فیها، و عدد نفوسها، و عدد ما فیها الآن من الجوامع و المدارس و الکنائس و الحمامات و غیر ذلک، و الکلام علی قلعتها العظیمة، و ما مدحت به حلب نظما و نثرا، و ما کان فیها من الصناعات القدیمة و ما امتازت به من ذلک علی غیرها، و بیان بعض عادات أهلیها و أخلا قهم إلی غیر ذلک من الفوائد و الطرائف.
و حوت الأجزاء الأربعة الباقیة تراجم أعیانها من الأمراء و المحدّثین و الفقهاء و الأطباء و الأدباء و الوجهاء و ذوی المزایا من القرن الثانی للهجرة إلی سنة (1345). و تخلل تلک التراجم و التراجم التی ذکرت فی الأجزاء السابقة ذکر ما فیها من الآثار القدیمة من الجوامع و المساجد و المدارس و الخانقاهات و الزوایا، مع الکلام علی حالتها التی کانت علیه و بیان ما آلت إلیه مع الإلمام بشروط واقفیها و حالة تلک الأوقاف. و تخلل ذلک ذکر دور الکتب التی کانت فیها و الموجودة الآن، و ذکر ما هو موجود من الآثار العلمیة لعلمائها فی مکاتبها و فی غیرها من المکاتب الغربیة و الآستانة و الدیار المصریة، و ذکر النهضة العلمیة فیها فی السنین الأخیرة.
و یمتاز الجزء السابع باحتوائه علی ذکر الأسر الشهیرة فی هذه المدینة فی هذا القرن و القرنین اللذین قبله، فقل أن یکون هنا عائلة ذات شهرة قدیمة کانت أو حدیثة إلا و قد ذکرنا من اشتهر منها بعلم أو أدب أو وجاهة أو أثر علمیّ أو خیری. و إذا کنا قد أهملنا