اشارة

قاضی القضاة، شیخنا العالم العلّامة و الحبر الفهامة، الشیخ محمد بشیر ابن العالم الشیخ محمد هلال ابن السید محمد الآلاجاتی الحلبی.
ترجمه أخوه لأمه رصیفنا الفاضل الشیخ کامل الغزّی ترجمة مسهبة ألقاها عند قبره فی تربة الشیخ جاکیر، حضر ذلک الجم الغفیر من العلماء و الوجهاء و الطلاب و الأهلین، و إنی آتی علی خلاصة هذه الترجمة بتصرف قلیل، ثم أتبعها بما أعلمه من أحوال شیخنا و ترجمته. قال:
ولد أخی سنة 1274. و لما ترعرع حفظ القرآن العظیم فی السنة السابعة من عمره عند ولی اللّه الشیخ شریف الشهیر بالأعرج، و بقی عنده سنة واحدة. و بعد أن خرج لازم القراءة و الکتابة بسائق نفسه. و کنت و هو فی التاسعة من عمره أعطیه الکتب المخطوطة السقیمة الخط و أکلفه قراءتها، فکان یقرأ فیها بکل سرعة و فصاحة مع قلة اللحن و غلبة الصواب علی ألفاظه. و تعلم و هو فی هذا السن أیضا رسم الخاتم المخمّس المنسوب للإمام حجة الإسلام الغزالی، علّمه إیاه الشیخ یوسف السرمینی الشهیر بالذکاء و الفطنة فی عصره. و تردد مدة علی رجل مشهور بتصلیح الساعات کان مقیما فی جامع العدلیة یعرف بالشیخ عبدو، فتعلم منه هذه الصنعة فی أشهر قلیلة و صار ماهرا بها.
و لما بلغ الثالثة عشرة من عمره جاور معی فی المدرسة السیّافیة و أخذ فی حفظ المتون، و لا أبالغ إذا قلت إنه حفظ الألفیة لابن مالک فی أقل من عشرین یوما فکنت أعجب من سرعة حفظه و قوة ذاکرته. ثم أخذ فی حفظ کتب الأدب فلم یمض علیه مدة و جیزة حتی أصبح یستوعب جملة وافرة من أشعار العرب و نبذا کثیرة من مختارات کتب الأدب و الأخلاق، و حفظ حصة کثیرة من متن الکنز فی الفقه الحنفی.
و فی سنة 1295 انتقل إلی المدرسة الرضائیة و جاور فیها، و من ذلک الحین بدأ یشتهر