نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 7 صفحه : 240
و
کان المترجم یوما فی بستان قیصر و معه الشیخ عبد القادر الحسبی نائب
المحکمة الشرعیة و نخبة من الفضلاء و الأدباء، و قد غنی المغنون، و کانت
البلابل تغرد فوق الأغصان، و قد طرب الحاضرون، فارتجل الشیخ عبد القادر
أبیاتا خاطب بها المترجم مختبرا لقریحته: ما للبلابل قد علت أصواتهاو غدت علی أفنانها متصادحه و تقننت بالصدح فوق رؤوسنامن غیر أن نومی لهن بجارحه أتظن أن الصدح منها فوق مایبدیه منا من أجاد قرائحه فأتت تفاخرنا بحسن بیانهاو یرید کل أن یبین ملائحه فاکشف لنا هذا الذی قد رابنالازلت وافر کل خیر رابحه فأجابه المترجم ارتجالا: ما ظنها ذاک التفاخر بل رأتمنا وجوها فی الهوی متناصحه و غدا البنان مزرکشا أوصاف منبهواه أفئدة الوری متطافحه فأتت تساعدنا بنظم مدیحهو تبث أوصافا لدیه راحجه إذ کل من ذاق الغرام یسرهذکر الحبیب و لو طیورا صادحه هذا الذی قد لاح لی من صدحهایا من له عین المعالی طامحه و
کان المترجم جمیل الوجه أبیض اللون مشربا بحمرة طلق الوجه حلو المحاضرة
قوی الحجة مهابا مقداما میالا لرکوب الخیل و اقتنائها، یتعاطی مع التدریس و
نشر العلم الزراعة و التجارة، محبا لفعل الخیر و اصطناع المعروف، متباعدا
عن مخالطة الأمراء و الحکام محبوبا لدیهم، آمرا بالمعروف ناهیا عن المنکر،
مدافعا عن وطنه خصوصا فی زمن الحکومة المصریة، فإنه کان یجسر علی أمیرها
إبراهیم باشا و ینهاه و جنوده عن ارتکاب المظالم و اقتراف الآثام. و قبل
دخول إبراهیم باشا المصری إلی هذه الدیار وقعت حادثة مهمة کان للمترجم
فیها الید البیضاء علی کثیر من علماء و أعیان حلب، و ذلک أنهم کانوا
اجتمعوا ذات لیلة بأمر من السلطان محمود و وقّعوا علی فتوی تقضی بأن
إبراهیم باشا من أهل البغی، و أنه خارج عن إمام المسلمین محمود بغیر حق، و
أنه یجب علی کل من له قدرة علی القتال أن
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 7 صفحه : 240