الشیخ إسماعیل أبو المواهب بن محمد بن صالح بن رجب بن یوسف، الحلبی الحنفی الشهیر بالمواهبی، العالم الفقیه الفاضل المحدث الواعظ الأدیب الکامل، حجة العلماء و کعبة الفضلاء، و بقیة السلف و نخبة الخلف.
ولد ثالث عشر ذی الحجة سنة ستین و مایة و ألف، و نشأ بکنف والده و قرأ علیه العلوم و انتفع به و لازمه و سمع منه الأحادیث الکثیرة و تأدب بآدابه و أجاز له غیر مرة.
و قرأ بقیة الفنون و أخذها ببحث و إتقان عن أبی محمد عبد الکریم بن أحمد الشراباتی الحلبی الشافعی و أبی عبد اللّه محمد بن إبراهیم الطرابلسی الحنفی و غیرهم، و انتفع بهم و لازمهم و أخذ عنهم و استجازهم فأجازوه إجازة عامة. و لما قدم حلب المحدث الکبیر و العالم الشهیر أبو عبد اللّه محمد بن محمد الطیب المغربی الفاسی المالکی نزیل المدینة المنورة عقد مجلس حدیث فی الجامع الأموی بحلب، و سمع منه المترجم و لازمه، و سمع منه أیضا حدیث الرحمة المسلسل بالأولیة مع والده و أجازه غیر مرة، و سمع الحدیث المذکور من أبی محمد عبد القادر بن خلیل الکدک المدنی لما قدم حلب و أجازه بروایاته بعد أن قرأ علیه أوائل الکتب و بعض المسانید، و سمع حدیث الأولیة أیضا من أبی عبد اللّه الحسین بن علی بن عبد اللّه الشکور الطائفی المکی و أجازه بخطه، و کذلک الشهاب أحمد بن الحسن الخالدی الجوهری و أحمد بن عبد الفتاح اللدّی و غیرهم.
و مهر و نبل و تفوق. و أخذ عن والده الطریقة القادریة، و جلس بعد موته علی سجادة المشیخة و أقام الأذکار و أجاز فی الإرشاد و انتفع به الحاضر و الباد. و کان یختلی فی الصالحیة کل سنة أربعین یوما و معه جماعة کثیرون.
و کان کثیر الإفادة و الوعظ و التدریس فی الجامع الأموی بحلب مکان والده و جده علی