الکلام علی زاویة الحاج بلاط:

قال أبو ذر فی الکلام علی الزوایا: هذه الزاویة خارج باب المقام، أنشأها الأمیر زین الدین الحاج بلاط دوادار الحاج إینال کافل حلب. و سبب عمارته لهذه الزاویة أنه توفی ولد لأستاذه الحاج إینال المذکور و دفن هناک و لم یکن هناک تربة و لا زاویة، و حضرت دفنه فرأیت قد شق هناک أساس و وضع هناک أحجار لأجل بناء تربة، ثم شرع بعد ذلک الحاج بلاط فی عمارة هذه التربة و الزاویة و بینهما حوش کبیر. و کان هناک بستان فتوصل إلیه بطریق شرعی و عمر فیه هذه الزاویة، و جعل هناک حوض ماء أحضره من قریة جبرین و أجری الماء إلیه و إلی التربة و الزاویة من دولاب کان بالبستان المذکور.
و هی وقف علی فقراء الطلبة من الحنفیة عدة عشرة أنفار، و رتب فیها إماما و مؤذنا و مدرسا، و شرط أن یطبخ للساکنین بها طعام بکرة و عشیا، و لکل واحد من المقیمین و أصحاب الوظائف رغیفین مع زبدیة طعام بکرة و عشیا. و رتب ثلاثة أنفار یقرؤون القرآن علی تربة أستاذه الحاج إینال لیلة الإثنین و صبیحة الجمعة.
و وقف علی الزاویة و التربة ربع سوق الملح و ربع قریة معرة دبسة و نصف باسوقان من جبل سمعان و حصة بالنیرب بقرب حلب، و مهما فضل عن المستحقین یکون له ثم لذریته من بعده ثم من بعدهم للعتقاء من ممالیکه و جواریه. ا ه.
و قال فی الدر المنتخب: تربة الحاج إینال نائب حلب تجددت فی سنة ثلاث و ستین و ثمانمائة و بنی إلی جانبها من جهة الشمال دواداره الحاج بلاط مدرسة، و قد بنی الآن لصیق تربتها هذه من الشمال. ا ه.
أقول: مکان هذه الزاویة خارج باب المقام بالقرب من شرقی تربة خایر بک، و بقی من آثارها إیوان کبیر لکنه خرب، و أمامه ست حجر عن الیمین و الیسار و یسکن فیه الغرباء. و لا أثر الآن للتربة، و جرن الحوض لا زال باقیا.