نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 6 صفحه : 369
بعد أن حج رجع من طریق الشام و توجه إلی حلب و أقام بها فی رفعة و صولة و الناس یعظمونه و یحترمون ساحته. و
اشتغل مدة بالإقراء فأقرأ التلویح و انکف عن أمور محذورة کان یرتکبها. و
کنت إذ ذاک قدمت الشام فبلغنی حسن معاملته للناس و انقیاده للزمن، فکتبت
إلیه قصیدة أولها: أری الندب من صافی الزمان المحارباو أغبی الوری من بات للدهر عاتبا أتعتب من لا یعقل العتب و الوفاو لا همه شیء فیخشی العواقبا و إن ضن لم یسمح بمثقال ذرةو لم یبق موهوبا و لم یبق واهبا و لا جنة تغنیک إن کان مانعاو لا منزل یؤوبک إن کان طالبا أحاول شکواه فألقی نوائباتهوّن عندی منه تلک النوائبا و لن یسبق الأقدار من کان سابقاو لا یغلب الأیام من کان غالبا و من صحب الدنیا و لو عمر ساعةرأی من صروف الدهر فیها عجائبا و قفر کیوم الحشر أو شقة النوییضل القطا أعملت فیه النجائبا و لیل کقلب السامریّ قطعتهإلی أن حکی بالفجر أسود شائبا و ما کنت أرضی بالنوی غیر أننیجدیر بأن لا أرتضی الذل صاحبا فنظمت من در المعانی قلائداجعلت قوافیها النجوم الثواقبا و یممت أقصی الأرض فی طلب العلاو لم أصطحب إلا القنا و القواضبا فلاقیت فی الأسفار کل غریبةو من یغترب یلق الأمور الغرائبا و خلفت من یرجو من الأهل أوبتیکما انتظر القوم العطاش السحائبا و کم قائل لا قرب اللّه دارهو من یتمنی لو بلغت المطالبا فعدت علی رغم الفریقین سالماو لم أقض من حق الفضائل واجبا و حسبی وجود ابن الحجازیّ نائلابه لم أزل ألقی المنی و المآربا فتی قد جهلت العسر منذ علمتهو لانت لی الأیام عطفا و جانبا و أصبح یلقانی العدو مسالماو قد کان یلقانی الصدیق محاربا تخیم فوق الفرقدین مقامهو مد علی أفق السماء مضاربا بعزم یرد الخطب و الخطب مقبلو رأی و تدبیر یرد الکتائبا و حزم یمیز الحق من غیر ریبةو حکم یذیب الشامخات الرواسیا
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 6 صفحه : 369