محمد بن عمر بن عبد الوهاب بن إبراهیم بن محمود بن علی بن محمد بن محمد بن محمد بن الحسین العرضی الحلبی.
أنا أقول فی حقه: إنه لم تنجب الشهباء منذ بنیت بمثله. کان من الفضل من مرتبة الآحاد، و من الأدب فی مرتبة لا تنال بالاجتهاد. و حاصل ما أقول، أنی عاشق له، و العاشق معذور فیما یقول، و هیهات أن تستوعب مزایاه و لو فشا القول و المقول. و کان له سیادة من جهة أمه، فهو سید قومه.
و قد ولی القضاء مدة طویلة، ثم درس بالمدرسة الکلتاویة و السعیدیة. و ولی إفتاء الحنفیة بحلب مدة سنین. ثم سافر إلی الروم و أقام بها مدة مدیدة و أخذ بها عنه الأدب جماعة من الصدور. و لما مات أخوه أبو الوفا صار مکانه مفتی الشافعیة بحلب و واعظا بجامعها.
و حصل له جذب إلهی و تکلم فی وعظه برموز و دقائق علی لسان القوم، و وعظ أربع مرات ثم مات.
و ذکره الخفاجی و أجاد فی مدحه و بث فضائله ثم قال: و کتب لی مع هدیة أهداها إلیّ:
مولای من یوم لقیاه الأغر غداهدیة من زمان قبل ضنّ بکا
لو کان تنصفنی الأقدار آونةو کنت أنصف فیما أرتضیه لکا
لکنت أهدی لک الدنیا و زینتهاو الشمس و البدر و العیوق و الفلکا
و ذکره البدیعی و قال فی وصفه: فاضل روض فضله أریج، دبّج حدائق معلوماته أدبه البهیج، و شاعر رقت طباعه، و کثر اختراعه و إبداعه، یسترق القلوب بألفاظه الزاهرة،