نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 6 صفحه : 233
الیمن البترونی الحلبی، مفتی الحنفیة بحلب، و یعرف بمفتی العقبة لسکناه فی محلة العقبة. کان
قلیل البضاعة فی العلم، و تولی الفتوی و لم یکن أهلا لها، و سبب ذلک أن
الشیخ فتح اللّه البیلونی کان کثیر العداوة لأخی محمد الکبیر و هو أبو
الجود المقدم ذکره، و کان البیلونی معتقد الوزیر الأعظم نصوح باشا و شیخه، و
اتفق أن محمدا صاحب الترجمة ذهب إلی الروم لطلب المعاش من قضاء أو غیره،
فأنزله البیلونی عنده و أکرمه و قال له: أقضی مآربک، ثم بعد أیام قال له:
قد شفعت لک عند الوزیر الأعظم و أخذت لک منصبا جلیلا، و لا أعطیک الأوراق
حتی تقطع البحر و أودعک إلی أسکدار و أسلمها لک، ففعل ذلک، فلما ودعه سلمه
مکتوب الفتوی، فامتنع و قال: أنا لست أهلا لذلک، و هل یمکننی التصرف بها مع
وجود أخی الشیخ أبی الجود؟ فقال له: إن لم تقبل أسعی علی إهانتک و نفیک،
فلم یسعه إلا القبول. و لما دخل إلی أخیه قبّل أقدامه و عرض علیه هذا الأمر
فقال: جعله اللّه مبارکا، و أنا أعلم أن هذا من مکر فتح اللّه، فافعل و
لا تخالف، فإننا نخشی شره. ثم بعد لم یقبلها أبو الجود، و تصرف بها مدة
محمد، و وجهت بعده لأخیهما أبی الیمن، و کان أبو الیمن و محمد بمنزلة
الخدام عند أخیهما الکبیر أبی الجود المذکور. و کانت وفاة محمد فی سنة اثنتین و أربعین و ألف.
963- محمد الشهیر بغلامک البوسنوی قاضی حلب المتوفی سنة 1045
محمد الشهیر بغلامک البوسنوی قاضی القضاة بحلب، العالم المشهور صاحب
الحاشیة علی الجامی، و له حاشیة علی الزهراوین و أخری علی شرح القطب
للشمسیة و مثلها علی شرح المفتاح للسید. و کان عالما متقشفا و فیه عجب و
کبر، و سافر من حلب و هو مولی و أقام مقامه السید محمد بن النقیب، و لما
وصل إلی أسکدار تألم منه مصطفی باشا السلاحدار خوفا أن یبلغ خبر ظلم و
کلائه فی بلاد العرب فیحصل له ضرر، فوبخه ثم سیّره إلی الحصار و أمره بلزوم
الخلوة. و وجهت عنه حلب بعد أیام و شاع أنه أصیب بالنقرس. (و حکی) أنه
جاءه رسول من جانب السلاحدار المذکور و معه بشارة بتوجیه قضاء قسطنطینیة
إلیه، فقال للرسول: قل له: (و جادت بوصل حیث لا ینفع الوصل)، فلم
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 6 صفحه : 233