نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 3 صفحه : 45
الرحال،
و کانوا قد کاتبوا السلطان فی أمره فأرسل ألف دینار إلی ابن السفاح
لیصرفها فی عمارة ذلک، فاتفق رأی العامل نجم الدین مع ابن السفاح و قطعا
المستحقین خلا أرباب الخمس و شرعوا فی عمارة ذلک، فلما خاف ابن السفاح من
هیبة السلطان صرف شیئا قلیلا من مال السلطان فی عمل البوارز التی علی
الحائط المذکور و أخذت حجارة النقض و وضع منها شیء فی معبر الباب الغربی و
بقی الباب القبلی بغیر رفرف، فشرع القاضی الحنفی ابن الشحنة فی عمل رفرف
علیه و رکب فی شهر شعبان سنة ثلاث و خمسین و ثمانمائة و ثبت الحائط علی
حاله و لم یزدد بعد ذلک شیئا أنتهی . و فی رجب دخل الحمزاوی إلی حلب
کافلا، و کان لین الجانب کثیر الحیاء و التودد للناس، و له زوج عملت خیرا
کثیرا لم تدع مزارا بحلب إلا و أرسلت له الدراهم و أحسنت للفقراء، و عزلت
عقبة دیرکوش و سهلتها بعد صعوبتها، و کانت لا تسمع بفقیر صالح إلا و أحسنت
إلیه و لا بمعروف إلا و بادرت إلیه، و تحسن لأهل الحبس کثیرا و تطعم
الأیتام و تکسوهم و تزوجهم، و کانت شهمة لها همة عظیمة فی فعل الخیر، و
ماتت بعد زوجها بدمشق عن أثاث کثیر.
سنة 855 أخلاق و عادات
قال أبو ذر فی حوادث هذه السنة: فی جمادی الأولی عمل الحاج محمد بن
خلیفة المعصرانی و هو من أهل بانقوسا طهورا لأولاده، و أراد أهل بانقوسا أن
یلبسوا السلاح علی عادتهم فی المشی فی خدمة المطهرین، فشاع الخبر بأنهم
یریدون الإیقاع بالحوارنة، فأرسل الکافل خلف الأکابر و حذرهم من الفتن و
أشهر النداء بعدم لبسهم، فدخل إلیهم جماعة من أکابر تجار بانقوسا و التزموا
بأن لا یحدث شر بین الطائفتین، فأذن فی ذلک فلبسوا علی عادتهم و طافوا فی
البلد، فلما وصلوا إلی تحت القلعة صاح شخص: یا لقیس، فوقعت الفتنة و حمی
الوطیس و دامت إلی قرب العصر فقتل جماعة من الطائفتین و من المتفرجین
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 3 صفحه : 45