کان فی وسط الحجازیة حوض صغیر و علیه درابزین وکیلات للشرب منه، ففی سنة 1276 وسع و جعل عشرا فی عشر، ثم فی هذه السنة نقل هذا الحوض من الوسط و عمر فی شمالی الحجازیة و جعل أکبر مما کان و دففت أرض الحجازیة و جدرانها و بذلک صارت صفوف المصلین فیها تتصل ببعضها، و جعل بجانبه قسطل کبیر یخزن فیه الماء و یستعمل عندما تنقطع المیاه من القناة، و وراء هذا القسطل حجرة ملئت عظاما نبشت من قبور کانت فی أرض الحجازیة و وضعت هناک و سد باب هذه الحجرة و صار القسطل أمامها.
و بقی الحوض علی هذه الصورة إلی سنة 1338، ففیها رفع هذا الحوض بتاتا و فرش مکانه بالرخام و اتخذ فی صدر القبلیة قسطل له حنفیات و ذلک حفظا للماء من النتن، و قد کان الماء فی هذا الحوض لا یمضی علیه یومان إلا و یظهر نتنه لکثرة المتوضئین و بهذا العمل زال ذلک.
و فی هذه السنة أعنی سنة 1302 أو التی بعدها أرسل إلی الجامع من الآستانة ثریا کبیرة بدیعة الشکل و علقت بالقبة الوسطی من الجامع أمام المحراب الأعظم.

سنة 1303 حوادث شتی‌

فی رجب من هذه السنة بوشر بعمارة جامع العمری خارج باب الجنان.
و فی شعبان کملت عمارة جامع فی دار الحکومة داخل دائرة العدلیة أمام الحوض، و فیه بوشر بعمارة جامع الزکی.
و فی شوال کملت عمارة دائرة البوسطة و التلغراف [البرید و البرق] بدار الحکومة عن یمین الداخل إلیها.
و فی 22 ذی الحجة وصل إلی حلب صاحب بک رئیس دائرة المحاکمات فی شوری الدولة للتحقیق عن الخلاف الواقع بین والی حلب جمیل باشا و بین بعض الوجهاء.